رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

المعيارية...الخاطئة !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ما أن يتم تعيين وزير ما لوزارة ما ، نجد أن الوزارة تتعرض لمجموعة من الهزات والإضطرابات ، لأن الوزير سيعمل على تغيير فريق الإدارة العليا بالوزارة إعتباراً من وكيل الوزارة وحتى أصغر موظف في هيئة إدارة الوزارة ، ليحل محل الفريق القديم ، فريق آخر تابع له ، يختاره من بين من يعرفهم ويثق فيهم . وقد تحدثنا في مقال سابق عن المعيارية التى يتم بها التعيين والإحلال والتبديل في المؤسسات ، وكيف أن مبدأ الثقة الشخصية يمثل معيارية خاطئة ، لايمكن أن يؤدى تأثر العمل بها وإعتمادها إلا إلى إفسـاد بيئة العمل ، وشيوع الأخلاقيات والتقاليد السـالبة بين العاملين ، إذ يحاول كلٍ منهم أن يكون محل (ثقة) المسؤول مما يؤدى إلى تفشى السلوكيات غير السوية في تقاليد العمل بالمؤسسة .
وثمة شواهد أكثر من أن تحصى ، حل فيها رأس هرم مؤسسة ما محل رأس آخر ، فطارت مع المسؤول السابق رؤوس كبيرة في المؤسسة كانت تحسب ضمن "رجال" الرئيس السابق . وهذه هي "شخصنة" السلطة الإدارية التى تحدثنا عنها من قبل في مقال سابق . إذ أن القاعدة الصحيحة في مثل هذه الأحوال ، هي أن يأتي الوزير ويذهب دون أن تتعرض أجهزة الوزارة إلى الزعزعة والإضطرابات التى تعصف بإستقرارها . الأمر الذي يفقد الخدمة المدنية عناصر وكوادر لها علم وخبرة بالعمل ، لتحل محلها عناصر يتميز أفرادها بقلة الخبرة ، همهم الأول هو إظنهار الولاء المطلق للمسؤول ، ومداهنته ولو على حساب العمل . عناصر تجهل العمل ، وتفتقر إلى الخبرة ، ولا تملك سوى رضا المسؤول عنها لا أكثر ولا أقل .

arrow up