رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

رحل " عبدالله العسكر " الذي كان يثير الدهشة !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

رغم أنه لم يعش طويلاً ما بين ميلاده ووفاته يوم الخميس ٢٣ من الشهر العاشر من الهجرة من العام ١٤٣٧"، إلا أنه عاش حياة مليئة وثرة بالتجارب والعطاء السخي في مجالات مختلفة، وكأنه حين تطالع سجل أعماله عاش أكثر من حياة أو عاش أكثر من مرة، وشيء قبل هذا يدعو للدهشة ويثير الإعجاب وينتزع التقدير.
التناثر .... والصلابة وتسأل نفسك: كيف تناثرت حياة الراحل المقيم "عبد الله العسكر" في كل هذه الاتجاهات ورغم هذا التناثر كانت متحدة ومتماسكة وتحتفظ بملامحها الثابته على هذا النحو؟! ولا تجد سوى إجابة واحدة وهي: أصالة وصلابة معدن الرجل. فمسيرته الاكاديمية التي بدأت بجامعة الملك سعود حيث نال البكالوريوس في التاريخ ، انتهت بالدكتوراه من جامعة جنوب اكالفورنيا بالولايات المتحدة الامريكية، مروراً بالماجستير في نفس البلد و تعكس لك مدى تنوع تجربته الاكاديمية. ثمة ميزة لم يحاول أحد أن يبحث عن مصدرها فيه، وهي أنه كان سمحاً في تعامله وسهلاً. نعم كل أحد كان يفسر هذا بأن الدكتور كان رحب الصدر وواسع العقل، ولكن من أين جاءت هذه الصفة أو هذه الخصلة؟.
هذا مالم يحاول أحد البحث عنه. المعرفة المتأخرة صحيح كما تقول العرب: المعاصرة حجاب. فنحن لانبدأ بالتفكير بعمق فيمن حولنا إلا بعد وفاتهم، وإلا بعد نفقد وجودهم حولنا، حينها نبدأ تأمل مسيرتهم، واكتشافهم. ولكنهم للأسف لم يعودوا هنا لنشد على أيديهم، أو نعاملهم بقد ما كانوا يستحقون. والآن حين نعيد قراءة التجربة الأكاديمية المتنوعة التي خاضها الراحل الدكتورعبد الله العسكر سنكتشف أن رحابة الصدر وسعة الأفق الفكري اللتان انعكستا سلوكياً و سماحةً نستغفر الله من قبل ومن بعد، ولا نستكثر عليه عبده الدكتور،" عبدالله بن ابراهيم العسكر " فهو خالقه، وهو أحق به منا، أسعدنا حين خلقه، وجعله، اضافه منه وكرماً، واحداً من رموز أمتنا، وواحداً من العلامات المضيئة الحقيقية في تاريخ أمة واتباع سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام، وواحداً من خدام هذا ومفكري هذا الوطن العظيم، وجعله واحداً من اللذين يظهرون كيف يمكن لهذا المنهج الإلهي أن يربي الانسان ليجعله ريحانة تفوح عطراً على الناس من حوله، وتبذل في سبيل ما تؤمن به أقصى طاقتها. وكما يقول نبينا الكريم (إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع). ولكنا لا نقول أو نفعل ما لا يرضي الله، وان الدكتور عبدالله ابراهيم العسكر ، فقداً عظيماً، ولكنا لا نستكثره على خالقه الذي استرد وديعته بعد أن اسعدنا بها.
ولكن نسأله -سبحانه وتعالى- أن يتغمدة بوافر رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وان يلهمنا وابه الوحيد نايف وزوجته وكل أهله الصبر والسلوان. وانا لله وانه إليه لراجعون'

arrow up