رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الساعد
محمد الساعد

اليمن.. من بندقية الحزم إلى سيف العزم !!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

هل حققت السعودية كل أو جل أهدافها الإستراتيجية في اليمن؟ لا شك أن هذا هو السؤال الكبير الذي يمكن أن يطرح اليوم، إثر عام ونصف من التدخل لصالح الشرعية في اليمن، وبعدما خاضت السعودية وحلفاؤها بالنيابة عن العالم العربي، حربا لحماية «أم العرب»، قبل أن يتم تفريسها، وتغيير هويتها العربية. في حسابات البيدر اليوم كما يقال.. سقط المشروع السياسي الفارسي في اليمن بلا شك، وتراجع خطر التشيع السياسي كثيرا، وشكلت المملكة حلفا واسعا ضد ما يهدد أمنها، وتمت حماية حدود المملكة من أية اختراقات أمنية. وطردت إيران من البحر الأحمر، الذي أضحى من باب المندب إلى البحر الأبيض المتوسط، حوضا عربيا أفريقيا خالصا، وخرجت إيران من السودان، ولم تعد قادرة على استخدام الجزر اليمنية لتخزين السلاح وتدريب الميليشيات، إنها نتائج كبيرة في فترة قصيرة. الجيش السعودي وقوات الحرس الوطني وحرس الحدود، خاضت حربا حقيقية، أثبتت فيها مقدرة عسكرية عالية، وأصبح لديها من الخبرات القتالية الشيء الكثير. لكن لا السعودية ولا غيرها، مسؤولة بالنيابة عن اليمنيين فيما يخص مستقبلهم، وعليهم حل مشكلاتهم والتوصل لتفاهمات وتوازنات بين كل الأطراف من أجل بلادهم وأمنهم واستقرارهم. في 26 سبتمبر 1962، قامت الاحتجاجات اليمنية في وجه الحكم الإمامي، لم ينته ذلك إلا بعد ثماني سنوات عجاف قاسية، نال فيها اليمن الويلات، من اختلافات وخيانات وتجاذبات، وانتقال من معسكر إلى آخر خلال ساعات، هذا يفسر شيئا من طبيعة اليمن وقسوة التعاطي مع الحياة السياسية فيه. اعتراف الملك فيصل - رحمه الله - بالجمهوريين، كان الفاصل بين مرحلتين من عمر اليمن الحديث، إثر عقد اتفاق المصالحة الوطنية في 22 أبريل 1970 بمدينة جدة. كانت قناعة سعودية كاملة أن استمرار اليمن في تلك الحرب الأهلية، غير مفيد، وسيعود على الدول المجاورة خصوصا السعودية بآثار سلبية للغاية. كادت أن تدخل اليمن حربا أهلية شاملة أخرى، أوصلتها إليها احتجاجات الإخوان المسلمين التي قادتها العام 2011، ولم تتعافَ منها حتى الآن، ولا يمكن أن تخرج منها دون مصالحة وطنية حقيقية، مع عودة الشرعية من أجل بناء يمن جديد قوي. نقلا عن عكاظ

arrow up