الابتعاث يهوي بالتعليم العالي!!

والسبب الثاني الذي قلل من أثر (بسطات) خدمات الطالب هو برنامج الابتعاث للخارج، ولا سيما في المرحلة الأولى منه (2005 ـ 2010) التي كان يجب أن يتوقف عندها، لو أنه كان مؤسسًا على تخطيط منطقي مدروس يقدم المصلحة العامة، ويراعي مستقبل الأجيال!
ولكن من أين لنا المنطق، والعقل في (كتائيبنا) يعني ما تربط به الناقة؟! والعقلانية من نواقض الإسلام «اسم الله علينا»؟
لقد كان الابتعاث في البداية ضرورة، بعد أن استحكمت حلقة (التجهيل) الممنهج تمامًا؛ بتخريج معلمين (خَشَاش) لا يفرقون بين (التاء المربوطة)، و(التاء المفتوحة)، وكم هاءً في (نزاههههههههههه)؟ و(يُلقِّنون) العلوم وهمهنَّ لم يروا مختبرًا في حياتهمهن؛ فالمختبرات تخصص مستقل بذاته عن أي علم! و(الخَشخوش) المتميز في استخدام الجوال (أبوكشاف) يشرح (الوطنية) التي لا تُقاوَم؛ كما في الدعاية الشهيرة!!
وظلت تتابع أجيال (الخَشَاشُ)، الذين لم ينجحوا في امتحان (قياس)، ولكن الوزارة الودود الولود أشفقت عليهم حين تجمهروا، وتذكرت أنهم (خبزك يا الرفلاء)! فأعادت اختبارات (قياس) وخفضت النسبة المطلوبة إلى (50%) ثم إلى (40%) ولم ينجح أحدٌ ولا أربعاء؟ فما الحل؟ قبلتهم الوزارة لوجه الله تعالى بدون (قياس)؛ مضحِّية بملايين العقول من صغارنا؛ كما ضحّت بعقول هؤلاء المعلمين المساكين من قبل؛ بتعيين آلاف المعلمين (الخشاش) من قبل برضو! وهكذا.... داخ التعليم وهو يتابع دوران هذه الحلقة: طلاب يصلون للجامعات، وهم لا يحسنون قراءة سطرين من كتاب القراءة للصف الأول الابتدائي! ويتخرجون من (بسطات) خدمات الطالب وهم كما أسلفنا؛ ليخرِّجوا طلابًا كما أسلفنا، و... تسرع الحلقة وتسرع.... حتى أصبحت كما (أفلسنا)!
والمصيبة أن الابتعاث لا يشمل التعليم؛ لأن المعلم لا يلبي حاجة سوق العمل! والذين يعودون ويطرقون باب التعليم العالي في تخصصاتهم (السوقية) لا يرحب بهم؛ لأن معظم القائمين على (القامعات) هم من ذلك (الخشاش) الدوّار! والحل ـ كما قلنا مراراتٍ عديدةً بديدة ـ هو إعادة الابتعاث إلى طبيعته؛ حين كان حافزًا للمتفوقين وليس منحةً لكل من هب ودب!
وهنا ندرك أهمية برنامج (وظيفتك بعثتك) الذي أطلقه (أبومحمد) حين أعلنت وزارة الخدمة المدنية: أن في وزارة التعليم (110) آلاف وظيفة شاغرة! كم كم؟ أبْكْ أبْكْ.. من حسبها ليحصل على الزمالة؟؟
 
نقلا عن مكة