رئيس التحرير : مشعل العريفي

إيران حصلت على موافقة إسرائيلية للعمل في سوريا و حزب الله بارك “شروطها”

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد : أسدل الكاتب والمحلل السياسي التركي، محمد زاهد جول، الستار عن الصفقة الإيرانية الإسرائيلية بشأن سوريا، مؤكدًا أن إسرائيل سمحت بالتدخل العسكري الإيراني في سوريا مقابل شروط مسبقة، في مقدمتها عدم انتهاك سيادة دولة إسرائيل، وعدم السماح بنقل أسلحة متطورة إلى أعدائها عبر إيران.

وسرد الكاتب التركي، في مقاله بصحيفة “الشرق” القطرية، الشروط الأربعة التي وضعتها إسرائيل على إيران، وهي عدم السماح بانتهاك سيادة الدولة الإسرائيلية، ولو بمجرد إطلاق نار بسيط على الحدود، والرد بحزم عندما يحدث أي انتهاك مهما كان صغيرًا، وعدم السماح بنقل أسلحة متطورة إلى أعداء إسرائيل، أي عدم نقل أسلحة سورية أو إيرانية أو روسية إلى حزب الله اللبناني في الداخل اللبناني، وعدم السماح بنقل مواد وأسلحة كيميائية إلى أعداء إسرائيل.

وقال “جول”، إن هذه الشروط الأربعة هي التي وافقت عليها إيران وتوابعها من الميليشيات العربية من حزب الله اللبناني والعراقي وغيرهما للدخول في الحرب الداخلية في سوريا، فالحفاظ على السيادة الإسرائيلية هو الشرط الأول، والشرط الثاني عدم تغيير وجهة الأسلحة التي تأتي لذبح الشعب السوري فقط، وفي نظر يعالون أن هذه السياسة الإسرائيلية أثبتت ذاتها حتى الآن، وقال يعالون: “إن هذه السياسة ذاتها حتى الآن ردعت كل العناصر المتورطة في الحرب: النظام السوري، والحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، وتنظيم داعش، وهو ما يجب أن يستمر”.

وأكد “جول”، أن إسرائيل عملت على منع سقوط بشار عبر التفاهم مع أمريكا وروسيا باستدعاء من ينقذ بشار الأسد عسكريا، فأعطي الدور للقيادة الإيرانية أن ترسل من الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المسلحة ما يمكن أن يمنع سقوط الأسد، ويواصل القتال والقتل في سوريا.

وأشار إلى أن هذا الضوء الأخضر وجدت فيه إيران فرصة كبيرة لتنفيذ مشروعها في تصدير الثورة المذهبية الطائفية أولًا، ووجدت فيه فرصة أن تدعم تواجدها العسكري في سوريا ولبنان بموافقة دولية ثانيا، وبالأخص من أهم المعنيين بالأمر وبما يمنع اعتراض الدول العربية دوليًا، وهم الأمريكيون والروس والإسرائيليون، والقيادة الإيرانية من الخبث أو الذكاء في ألا يكون القتلى في سوريا من الجنود الإيرانيين، فاشترطت إدخال مقاتلي حزب الله اللبناني والميليشيات العسكرية العراقية بحجة اندماجهم مع الجيش السوري العربي، وعدم ظهور التواجد الإيراني الأجنبي في سوريا، وقد أخذت إيران موافقة إسرائيل على دخول كتائب حزب الله اللبناني في سوريا، ولكن بشروط، بقيت سرية حتى أفصح عن بعضها وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه يعالون قبل أيام، فيما وصفه بالخطوط الحمراء الإسرائيلية للتدخل العسكري في سوريا.

ونوه الكاتب إلى ما كتبه وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، موشيه يعلون، في صحيفة يديعوت أحرونوت حيث تعرض للحديث عن النقطة الأساسية حول إمكانية التوصل إلى حل سياسي في سوريا، فكان من رأيه: “أن المصالح المتعارضة للعناصر الخارجية والداخلية الكثيرة المشاركة في القتال السوري تجعل من المستحيل التوصل إلى تسوية سياسية من شأنها أن تخلق واقعا جديدًا في هذا البلد المنقسم وتوقف إراقة الدماء”.

وتابع: القاعدة الأساسية التي يشير إليها وزير الدفاع السابق هي: “مواصلة التصرف بمسؤولية”، ومحورها الرئيسي هو “عدم التدخل في الحرب الداخلية السورية”، فإسرائيل تقرأ ما يجري في سوريا على أنه حرب داخلية سورية، وكأنه لا يوجد أطراف صراع أخرى إقليمية ودولية، فإذا كان يعلون لا يعترف أو لا يريد أن يعترف بالحرب الإيرانية في سوريا، فكيف لا يعترف بالحرب الروسية في سوريا، فروسيا أعلنت عن تدخلها العسكري علانية، ورغم إعلان انسحابها إلا أنها لا تزال تواصل عملها العسكري وقتل أحد أطراف الصراع وهي فصائل الثورة السورية المعتدلة وقوات الجيش السوري الحر، وحماية طرف آخر وتقديم كامل الدعم العسكري والسياسي له وهو طرف بشار الأسد ومحور إيران، الذي يدعي أنه محور مقاومة ومعادٍ للدولة الإسرائيلية، فكيف لا يعتبر هذه الأطراف الرئيسية في الحرب الداخلية في سوريا أطرافا أجنبية، وبالتالي يجعل الحرب في سوريا حربا إقليمية وحربا دولية كما هو واقعها الحالي، بل إن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين روسيا وأمريكا دون مشاورة الأطراف السورية هو دليل على أن الحرب في سوريا حرب دولية، بدليل أن المشاركين فيها دول عظمى وأن أدواتها دول إقليمية إيرانية وعربية وتركية وإسرائيلية أيضًا.

واختتم: وأخيرا جاء اعتراف “يعالون” بأن الجهات التي يتوقع البعض أن تكون معادية لإسرائيل بأنه: “تم ردعها”، ليس كأطراف إقليمية أو دولية مشاركة في الحرب في سوريا، وإنما باعتبارها أطرافا متورطة في الحرب الداخلية في سوريا، وهذا يكشف سر موافقة إسرائيل على توريط إيران في سوريا أولا، وعلى استحالة وقف الحرب الداخلية في سوريا ثانيا، وعلى استحالة الحل السياسي ثالثًا، لأن الإستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية هي مواصلة الحرب في سوريا رابعًا.

arrow up