رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

المواجهة الفكرية وتفكيك العقل الإرهابي!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

التوسط في الرؤية الفكرية، وفي أسلوب التعبير عنها، والتوسط السلوكي. فهذا هو النهج الإلهي الذي أمر الله به البشر في محكم تنزيله، وهذا هو النهج النبوي الذي أمرنا باتباعه لقوله تعالى {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} سورة آل عمران (31).

والواقع أن تفكيك العقل الإرهابي عملية مركبة ومعقدة، وليست بسيطة ولا سهلة. ويخطئ كثيرون منا حين يظنون أن ساحة هذه المعركة تقتصر على ما يبث في أجهزة الإعلام من أحاديث عن الوسطية. وفي هذه النظرة اختزال وتبسيط شديد في عملية معقدة ومتشابكة.

وبدون الخوض في تفاصيل كثيرة يستطيع الواحد منا أن يجزم بأن ما يبث عبر هذه القنوات الإعلامية لا تأثير له لأن جل ما يقال فيه هو من باب تحصيل الحاصل، ويبدو وكأنه يخاطب أولئك الذين هم خارج دائرة المسؤولية عن الأعمال الإرهابية، فهو لا يتعدى الإدانات وأشكال الشجب المعروفة والمحفوظة جيداً.

ولا أدري ما الحكمة أو الجدوى من مخاطبة إرهابي بقولنا له إن ما يفعله حرام وخطأ ولا يليق، طالما ذهنه محشو بأننا كلنا - حكومة وشعباً بل ودولة أيضاً - كافرون نستحق أن يجاهد ضدنا، وأننا مرتدون - في أحسن الأحوال - مهدر دمنا.. إلى أن نتوب؟!.

نحن حقيقة - إزاء مشكلة بهذا الحجم - في حاجة إلى طرح جديد للإسلام، وإلى ثقافة اجتماعية جديدة، وبالنهاية.. نحن بحاجة إلى خطاب إسلامي جديد.

وتفكيك العقل الإرهابي من هذا المنظور لا يمكن أن يكون ممكناً ما لم تسبقه خطوة مهمة وهي مراجعة الخطاب الإسلامي القائم الذي انحرف عنه هؤلاء الإرهابيون.
علينا أن نعيد النظر ليس في آليات هذا الخطاب وحسب، بل حتى في مضامينه ومنطلقاته الفكرية، فالإسلام دين رحب وكتاب مفتوح، وهو يدعو إلى التفكير والتفكر دائماً، وتحرض كل آيات كتاب الله على إعمال العقل والتفكر والتدبر.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up