يبدو أن فترة الرئيس الأمريكي جو بايدن ستكون بكل ما تعنيه الكلمة سنوات عجافاً على الرئيس أردوغان والعثمانية الجديدة، وربما أنها ستكون نهايته، ولاسيما أن الليرة التركية ومعها الاقتصاد التركي بدأ يتدهور، وعندما تتدهور اقتصاديات دولة معاصرة فهي أول إرهاصات نهايتها.
أردوغان يسعى الآن لاهثاً إلى تدارك الأمر، وتهدئة علاقاته المتوترة والمأزومة مع أوروبا ومع كل دول شرق المتوسط، وكذلك مع المملكة والإمارات، بعد عنترياته وتنمراته التي يبدو أنه سيجني منها الحنظل. ويظهر أن العملية الانقلابية الفاشلة التي انتصر عليها وسحق كل من قاموا بها حوَّلته إلى رجل واثق في نفسه ومن شعبيته إلى درجة الغرور المرضي، وزاد من نرجسيته المريضة هذه إطلاق الرئيس ترامب يده لكي يصول ويجول في مختلف الاتجاهات، وحلم إعادة السلطنة العثمانية لا يفارق ناظريه، وتوهَّم أن التاريخ يمكن أن يعود ثانية ليسمح أن تكون تركيا قوة عظمى ضاربة، يُحسب لها ألف حساب. غير أن جائحة كورونا أولاً ثم فوز بايدن برئاسة أمريكا ثانياً، أدت باقتصاده إلى التدهور بشكل فقد فيه كل ما حققه من منجزات، فوجد نفسه فجأة أمام واقع سياسي في الداخل ودبلوماسي في الخارج لم يكن على ما يبدو في الحسبان، حاول ترميم جسور علاقاته مع الدول التي ناوأها، غير أن الشقَ أكبر من أن يترقَّع بسهولة، وها هو يبدأ منحنى شعبيته بالانحدار يوماً بعد يوم.
أردوغان كان خطؤه الكبير إقدامه على شراء صواريخ إس 400 من روسيا، رغم أنه ينتمي إلى عضوية حلف شمال الأطلسي «النيتو»، الأمر الذي نبه له الأوربيين وكذلك الأمريكيين، على اعتبار أن روسيا تنتمي استراتيجياً إلى حلف يناوئ الغرب العداوة، ويتحيَّن الفرص لإضعاف وكبح جماح توسعاته.
الرئيس ترامب اكتفى أمام تمرد أردوغان على ثوابت النيتو هذه بأن أوقف تزويده بطائرات إف 35، ومنح هذا السرب من هذه الطائرات لعدو تركيا التاريخي اليونان. أما الأوروبيون الذين تربطهم بتركيا علاقات اقتصادية محورية فبدؤوا يستشعرون الخطر، خاصة عندما أعطى الأحقية للبواخر التركية التنقيب عن النفط والغاز في مياه شرق المتوسط، متحدياً الدول الأوربية ومعها إسرائيل ومصر وكذلك ليبيا أيضاً، الأمر الذي زاد من أعداد المناوئين لسياساته التوسعية، المندفعة والتي لا تتناسب مع قوة وإمكانات تركيا السياسية والاقتصادية. وبانضمام الرئيس الأمريكي إلى معسكر المناوئين لأردوغان، فيمكن القول إن أردوغان أصبحت أيامه معدودة، وأن مآزقه السياسية والاقتصادية ستزداد تفاقماً في السنوات القادمة.
في ظني أن قراره الأخير بشراء منظومة صواريخ إس 400 إضافية من روسيا هو قرار يعني أنه قرر الانتقال من محور حلف النيتو إلى محور الروس والصين، وهو المحور المناوئ للنيتو في ساحة الاستقطابات السياسية العالمية.
والسؤال الذي يطرحه الواقع بقوة هل يمكن لأردوغان وتركيا تنفيذ هذا التمرد الأردوغاني الخطير؟
مشكلة تركيا الآن هي مشكلة اقتصادية، وتمرد تركي مثل هذا التمرد سيقابله الأمريكيون والأوروبيون بحزم وقوة، والمزيد من العقوبات الاقتصادية التي من شأنها خنق تركيا اقتصاديا وبالتالي هز شعبية أردوغان ومن ثم إسقاطه. هذا ما تقوله المؤشرات التي بين أيدينا.
إلى اللقاء.
نقلا عن الجزيرة
لا اعلم كم عاد يحصل عليه بايدن من بعض الدول بسبب انه شرس ضد تركيا ، وقبله ترامب حصل على ماحصل عليه بسبب انه ضد ايران ولم يفعل شي ، لا ايقاف البرنامج النووي
مشكله الاندفاع والحكم على الاخرين انهم راح يفعلون في هذا وذاك الافاعيل اليونان مع تركيا ندفعوا لها بعض العربان ولا اعلم كم اغدقواعليها بالاموال بصفه انها عدوا لدود لتركيا،وطلعت دول تتفاوض ف مابينها
يعجبني محمد أل الشيخ. كان ضد رموز الصحوه يوم كان لايجرأ أحدزعلى نقدهم .وفي الاخير سقطت عنهم ورقة التوت فتغير الكثير منهم مع التيار الجديد لكن بقي بعض المخدوعين باردوغان الذين لايفهمون الا لغة العصى
اليونان دولة صغيرة لا تجرؤ على النظر الى تركيا ثالث دولة في حلف الناتو من حيث القوة العسكرية والااقتصادية تذكرني اليونان بأحدا الدول الكبري في الخليج العربي تحيط بها المحيطات من جميع الجهات
تعليق مخالف
تعليق مخالف
لو طلب #ماكرون من قيادات مسيحية أو يهودية أن يكيفوا دينهم مع “قيم الجمهورية” لبصقوا في وجهه، ثم طالبوه بالانشغال بمسؤولياته الدستورية عن هذه الغطرسة والهراء. وحدهم امثالك يقبلون الحشر في الزاوية
فلول اليونان يتباكون على الأمجاد الغابرة، وسيظل التاريخ الإسلامي في الأناضول حلقة في حلوقهم إلى الأبد،