رئيس التحرير : مشعل العريفي

بالفيديو: النقيدان يكشف سر تسامح المجتمعات الإسلامية المختلطة بالديانات الأخرى .. وسبب فشل المؤسسات الدينية في الإصلاح

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد : كشف الكاتب منصور النقيدان، عن سر تسامح المجتمعات الإسلامية التي تختلط بغيرها من الديانات الأخرى، وأسباب فشل أي محاولات إصلاحية من مؤسسات دينية مالم تقودها السياسة.
بداية التكفير
قال "النقيدان"، خلال مقابلة مع برنامج "في أسبوع" المذاع على قناة "MBC":"حسنا .. متى بدأت المشكلة في فترة مبكرة في الحروب التي جرت بين الصحابة وحصل انشقاق مع الخوارج، وكفر بعضهم بعضا وكُفر المنشقون، ثم حدث في فترة خلق القرآن أيضا ومع صعود وظهور المعتزلة، وغيرهم من الفرق كفر بعضهم بعضا".
وأوضح "النقيدان":" هل هذه مشكلة خاصة بالمسلمين والسنة وليست خاصة بالسلف؟ لا بل هي طبيعة"، لافنا:" من يختلف معهم، فليس له الحق أن يكون مؤمنا، ومن يموت فليس له الحق أن يترحم عليه، وبالتالي نشأت هذه المشكلة بين الطوائف فكفر بعضهم بعضا".
الحكم المخالف ليس للمسلم فقط
وأشار :" عندما تكتب وتفتح كتب الطوائف والفرق وكتب الخلاف ستجد أن هناك تراثًا كبيرًا وهائلًا كُتب ودُون في القرن الثالث الهجري، وما بعدها وإلى يومنا هذا، فالحكم المخالف ليس المسلم فقط أو البوذي أو المسيحي أو الوثني بل حتى المسلم الذي في داخل الإسلام حينما ينشق كفروا بعضهم بعضا"، موضحا:"استمرت هذه المشكلة وعاش المسلمون عبر قرون ومع مشاكل الحروب الصليبية وحروب التتار كان المسلمين يتعرضون لردود نفسية وحضارية في تلك الفترة".
وأبان:"في كل هذه الفترات كانوا يعيدون تشكيل أنفسهم قدر المستطاع، لهذا كانت هذه الأزمة الحقيقية التي تجلت في كتب الفرق والفقه والتضليل والتبديع هي مشكلة متأزمة وعميقة"، مشيرا:" كان في مجتمعات إسلامية عاشوا هذه المشكلة وتفوقوا في الهند في القرن التاسع عشر، وفي إندونيسيا اليوم".
المجتمعات المختلطة بالديانات أكثر تسامحاً
وأردف:"دائما كانت المجتمعات الإسلامية التي تختلط بغيرها من الديانات الأخرى هي أكثر تسامحًا مع الآخرين، فهم يجاورنهم ويشاورنهم ويخالطونهم ويندمجون معهم ويدخلون معهم في معاملاتهم، وبالتالي هذا التعايش ينتج عنه (فقه الواقع)، الذي يسمي فقه التعامل مع الآخر والتنازلات والنوازل"، موضحا:" قد تنشأ هناك مسائل آخرى وفقهاء يفتون بقضايا تسمح للآخرين بأن يعيدوا تفسير الدين".
على أبناء الديانات إعادة تشكيل أنفسهم
وحول سر فشل أي محاولات إصلاحية من مؤسسات دينية، ذكر "النقيدان":"على أبناء الديانات أن يعيدوا تشكيل أنفسهم وأن يتواكبوا مع هذه المشكلة وأن يحلوها، لأنها واجهت اليهودية في فترة مبكرة، إضافة إلى مواجهة المسيحية في فترة الإصلاح وما بعدها"، مبينا:"ستفشل أي محاولات إصلاحية من المؤسسات الدينية مالم تقودها قاطرة السياسة".
دور المؤسسات الدينية
ووجه مذيع "في أسبوع"، سؤالا للكاتب "النقيدان"، قال فيه:" وين دور المؤسسات الدينية والمفكرين والعلماء إذا هو لازم قرار سياسي؟"، فرد النقيدان، قائلا:"الإجابة ذات شقين الأول المؤسسات الدينية لا أعول عليها في الإصلاح مهما أصدرت من بيانات، فالمؤسسات الدينية للديانات الإبراهمية لن تنجح أبدا في قيادة الإصلاح الاجتماعي إنما كانت معزولة دائما".
واستطرد:" دائما كانت القاطرة هي الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية ويقودها السياسيون والقرار السياسي فقط، لهذا علينا أن نعول على الإصلاح السياسي الذي يقود المؤسسات الدينية"، مضيفا:" لحسن حظنا أن المؤسسات الدينية في البلاد الإسلامية السنية أن الذي يقودها هم السياسيون والدول والحكومات، أما ماعدا ذلك أننا علينا أن نجزع من هذا الخلاف الذي يجري لأن هناك تحدي و إرهاصات".
ولفت:" هناك تشكيل ديانات وأنماط من التدين، وبالتالي سنجد مزيج من الديانات، فمثلا من الممكن  أن تجد مزيج من الإسلام واليهودية والمسيحية والبوذية كلها مجتمعة في ديانة واحدة، ولذا فعلينا أن نهيئ أنفسنا وأن نعرف جيدا أن القضية أكثر بكثير مما نتصور".
وفاة نوال السعداوي
وتابع:"وفاة نوال السعداوي هو تعبير عن هذا الجدل والتحول والتغير، فهناك تلاطم يدفعنا لتغيير مجتمعاتنا وإعادة تشكيل أنفسنا"، مشددا:" يجب علينا ألا ننزعج لأن هذا الصوت العالي هو صوت الرمق الأخير".
واختتم كلامه، قائلا:"خطاب الكراهية سينشق ومعنا عقودا طويلة ولكن لسنا مستسلمين، ففي تويتر كانت هناك أصواتا متطرفة، ولكن الصوت الأعلى حاليا هم الذين كانوا الأكثر رحمة وإنسانية".

arrow up