رئيس التحرير : مشعل العريفي

" تطرق الأبواب بلا شروط".. كاتب سعودي يكشف عن محاولات تركيا لإعادة علاقاتها مع المملكة ومصر والإمارات

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد:كشف الكاتب والإعلامي، السعودي طارق الحميد، عن محاولات تركيا لإعادة علاقاتها مع السعودية ومصر الإمارات دون شروط، بعد سنوات من حفلات التخوين والتأجيج.
تطرق الأبواب بلا شروط
وقال "الحميد"، في مقاله المنشور بعنوان "تركيا.. والنزول من الشجرة"، في صحيفة "الشرق الأوسط:"على أثر المصالحة الخليجية العربية في قمة العلا الأخيرة، قيل إن دول الرباعية ستتقاطر على تركيا حرصاً على تحسين العلاقات معها، لكن ما حدث هو العكس، إذ هاهي تركيا تطرق أبواب مصر "بلا شروط"".
علاقات طبيعية
وأضاف "الحميد":" بعد تصريحات تركيا على مستوى الرئيس، ووزير الخارجية، وردت عليها مصر عبر تصريحات لمصدر رسمي لم تسمه، مشترطة أن تتوقف تركيا عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة إذا أرادت علاقات طبيعية، كما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن المصدر الرسمي قوله إن مصر تتوقع من أي دولة تتطلع إلى إقامة علاقات طبيعية معها أن تلتزم قواعد القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار وأن تكف عن محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة".
النزول من الشجرة
ولفت:"حسناً، يمكن القول الآن إن تركيا إردوغان بدأت محاولة النزول من الشجرة، خصوصاً أن أنقرة تبعث برسائل أخرى تجاه السعودية، والإمارات، وذلك بعد سنوات من حفلات التخوين والتأجيج"، كما طرح عدة أسئلة، قائلا:" السؤال هنا ليس سؤال مشاعر، فليس في السياسة عواطف، وإنما السؤال هو هل ستقوم تركيا فعلياً باحترام القوانين الدولية، ومبادئ حسن الجوار، وتتوقف عن التدخل في شؤون دول المنطقة؟".
التوقف عن دعم إيران
واستكمل أسئلته، قائلا:"هل لدى تركيا الاستعداد للتوقف عن التدخل في ليبيا، والكف عن إرسال المرتزقة هناك، بل وضمان إجلائهم من ليبيا؟، هل لدى الأتراك استعداد حقيقي للتوقف عن دعم شبكات "الإخوان المسلمين"، وفي المجالات كافة؟،وهل لدى الأتراك الاستعداد لعدم التدخل السلبي في الملف اليمني، ودعم أطراف على حساب مصلحة اليمن، ولو إعلامياً؟ وهل لدى الأتراك استعداد للتوقف عن دعم إيران وعلى حساب أمن المنطقة؟".
قضايا المنطقة المصيرية
وأردف:"خصوصاً أن الرئيس التركي صرح مؤخراً داعماً عملية رفع بعض العقوبات عن إيران، على اعتبار أن من شأن ذلك إنعاش الاقتصاد، كأن قضايا المنطقة المصيرية مجرد سلع، وسوق ربح وخسارة".
باب حسن النية
واستطرد:"بالطبع فإن أحداً لا يريد التشرذم، والقطيعة في المنطقة، لكن لا ينبغي التساهل مع الأتراك هكذا، ومن باب حسن النية فقط، فالطريق إلى جهنم معبّدة بالنيات الحسنة، صحيح أن لا فائدة من التصعيد، لكن لا فائدة أيضاً من مجاملات كلفت منطقتنا أمنها واقتصادها"، موضحا:"لذا فلا بد أن تكون عملية تقييم العلاقات مع تركيا خاضعة لمسطرة تقويم واضحة، وقائمة على مصالح حقيقية لا مجاملة فيها، خصوصاً أن الطرف التركي لم يعد لمصر، ويغازل السعودية والإمارات، وحتى فرنسا، نتيجة عقلانية سياسية".
طريق مسدود
وتابع:"الحقيقة أن تركيا لمست أنها في طريق مسدود مع إدارة أميركية جديدة ليست من أولوياتها مراعاة مشاعر أنقرة، أو تدليلها، وإنما الوقوف أمام التصعيد التركي الداخلي، والخارجي، وما يهم منطقتنا هو التصعيد الخارجي؛ حيث إن تركيا لا تتمدد ببضائعها، أو مشاريعها الاقتصادية بالمنطقة، بل إنها تتمدد عسكرياً في العراق، وسوريا، وليبيا، وتريد اختراق دول المنطقة عبر الإسلام السياسي المخرب لمنطقتنا، من الإخوان المسلمين ومن هم على شاكلتهم".
المجاملات المكلفة
واختتم "الحميد"، مقاله:" عليه فإن أحداً لا يريد التصعيد، وليس ذلك من مصلحة المنطقة، لكن ليس من مصلحة المنطقة أيضاً المجاملات المكلفة، خصوصاً وقد جُرب إردوغان مراراً".

arrow up