رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

رحلة الصيد (المفلسة)

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

قبل سنة من الآن، وقبل أن يهل علينا (كورونا) ببلاويه، دعاني رجل محترم لمشاركته مع أصدقائه في رحلة صيد بحرية قصيرة، ووافقت فوراً على دعوته، خصوصاً أنني محفول مكفول إلى درجة أنهم أمّنوا لي حتى مستلزمات الصيد، وفكّرت أن أجمع أكبر حصيلة ممكنة من الصيد، ثم أذهب بها وأخزنها في ثلاجة بيتي، لأستمتع بتناولها وحدي بين الحين والآخر. وتفاجأت أنهم اشترطوا عليّ أن أفعل مثلما يفعلون، ووافقتهم وأنا (يا غافل لك الله)، وأُسقط في يدي عندما شاهدت كل واحد منهم إذا صاد سمكة سرعان ما ينزع السنّارة من فمها ثم يعيدها للبحر معزَّزةً مكرّمة. واتضح لي أن هذه هي هوايتهم التي لا تلائمني، وندمت على تلبيتي لتلك الدعوة، وما صدقت على الله أن يعود بنا القارب الكبير قبيل طلوع الفجر – أو بمعنى أصح قبل طلوع روحي من شدّة (الطفش). وتذكرت أخيراً أنني قرأت عن صيادين مثلهم نجحوا في اصطياد سمكه تونة، ذات الزعانف الزرقاء ويبلغ وزنها 270 كيلوغراماً، وطولها 2,6 متر، قبالة سواحل جمهورية آيرلندا، ثم أطلقوا سراحها وأعادوها للمياه رغم أن سعرها التقديري هو 1,3 مليون دولار. ولم يكن طاقم البحارة في المياه لغرض الاصطياد التجاري للتونة، ولكنهم كانوا مثل العديد من القوارب على سواحل آيرلندا، يشاركون في برنامج (للصيد والإطلاق)، للمساعدة في الحفاظ على الأعداد المتناقصة من سمك التونة. وعرفت أن هؤلاء الذين رافقتهم في رحلة الصيد الكئيبة، يسيرون على هذا المنوال في المحافظة على الثروة السمكية. غير أن أهل اليابان من ناحية صيد الأسماك – خصوصاً التونة - لا يحللون ولا يحرّمون، ويعرفون تماماً كيف ومن أين تؤكل كتف السمكة النيّة – هذا إذا كان لها كتف. وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية أن إحدى أسماك التونة ذات الزعانف الزرقاء بيعت بسعر (1.8 مليون دولار)، ويبلغ وزنها 276 كيلوغراماً، وقالت إن المشتري هو كيوشي كيمورا، الذي يملك سلسلة مطاعم سوشي (زانماي) الشهيرة. لا، وأزيدكم من الشعر بيتاً أو زعنفة سمكة تونة، أن هذه السمكة التي ذكرتها لم تكن هي الأغلى التي اشتراها عمنا (كيمورا)، فقبل عام من ذلك اشترى واحدة أكبر منها بمبلغ (2.5 مليون دولار). وما إن ذكرت ذلك لأحد المدمنين على (السوشي)، حتى سالت سعابيله، فأصابني (بالغثيان)، لأنني كنت في وادٍ وهذه الأكلة اليابانية في وادٍ آخر.
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up