في ساحة التحرير بالعاصمة المصرية القاهرة تجلت خطة الربيع العربي في أبشع صورها كما أرادها صناعها، السي ان ان. الجزيرة. البي بي سي. وفرانس 24. على أسطح المباني، للعلم قاموا باستئجار مكاتبهم قبل أحداث «الربيع العربي» بسنوات، وبالمصادفة كانت معظمها في منطقة ميدان التحرير.
المحرضون خلف الشاشات يصنعون الشائعات والأخبار المزورة والصور الزائفة وينشرونها بين الجماهير، صناعة العقل الجمعي وتحريك الجموع تتم بحرفية عالية باللعب على نفسيات المدنيين وإرهابهم بسقوط حتمي للدولة.
أعضاء المؤسسات المدنية الذين تدربوا على أيدي الخبراء الغربيين في أمريكا وصربيا ينصبون الخيام ويستخدمون الإنترنت المجاني، عمليات القتل والدهس المدروسة لتأجيج الشارع يتم استخدامها وبثها عبر المحطات بدقة.
عندما بدأت تونس وليبيا لم تكن المشاهد كثيفة ومعبرة كما القاهرة، ربما لأن مصر هي صانعة الإعلام والفنون في الشرق الأوسط خلال العقود التي سبقت 25 يناير 2011، ولذلك كانت القاهرة هي المنصة الأكبر في صناعة الفتنة الجديدة.
بالتأكيد ما يحصل اليوم ونحن على بعد عشرة أعوام من أحداث 25 يناير 2010 ليس مصادفة، يمكنك أن ترى ملامحها في الزوايا المعتمة، وفي خلفيات الأخبار التي تنشرها الواشنطن بوست والنيويورك تايمز في قصص الناشطات والقضايا الإنسانية المزورة، في التصاريح، وفي جداول الاتصالات والمهمات التي يخوضها قادة العالم «الجدد».
هناك من يريد إعادة إنتاج «الربيع العربي» مرة أخرى، ليس لنشر الحريات كما يزعمون، وإنما لإعادة احتلال الشرق الأوسط وتوزيع الثروات بعدما نشفت بير أوروبا وخلت أفريقيا من موادها الخام، ولم يعد هناك سوى الشرق الأوسط الذي أعجزتهم ثرواته غير الناضبة.
ربيع فيه داعش وربما تنظيم آخر ذو وجه جديد لكن المكينة تبقى كما هي شباب يتم إعدادهم في محاضن العنف، عمليات انتحارية طائشة تستهدف أطيافا ومكونات دينية مختلفة، يتبعها سقوط حكومات وخروج قادة وزعماء، فضلا عن اغتيالات ومشاهد نحر تنقلها وسائل الإعلام، نعم نفس المشاهد، أطفال أيتام تائهون في شوارع إسطنبول، ودمشق وباريس وأثينا، قوارب يتم تكديسها بالعائلات والباحثين عن بارقة أمل في حياة جديدة بعدما أضناها القتل على الهوية والتناحر السياسي.
تمويل لأحزاب وتنظيمات وشراء أسلحة واستقدام خبراء وعسكريين سابقين في الجيش الفرنسي والأمريكي والإنجليزي وإرسالهم إلى ليبيا وسورية والعراق، عقود عمل ضخمة لشركات أمنية، وجسر عسكري من حلف الناتو للمحافظة على أمن أوروبا في مناطق متقدمة في الشرق الأوسط -هكذا يقولون-، يا له من سيناريو موحش وبغيض، هل نسيتموه؟ إنه ما عشناه منذ 2011 وحتى 2015م.
أوروبا الفقيرة وأمريكا المترنحة، اقتصادات متهاوية، وأجهزة أمنية غربية لا تعيش إلا على الدماء ونشر الفتن، لن تسمح للعالم إلا أن يعيش حسب مقاسها وتفكيرها.
ولذلك يغضبون من دولة مثل السعودية أو مصر ويتصورون أنهما المعيقتان لحفلة الدماء التي يحضّرونها، ولأنهما رفضتا الانخراط في مشروعهم التدميري، ولأنهما قاومتا تلك الخطة الشيطانية، لم تعد السعودية محضنا للشباب الباحث عن مواطن الفتن، وغادرت مصر منصة الدولة الفاشلة، وبالتأكيد لا الرياض ولا القاهرة في خيار أن تكونا مقاولا من الباطن لتنفيذ مشاريع قادة اليسار في الشوارع والمدن العربية.
رؤساء اليسار وحلفاؤهم من تيارات الإسلام السياسي يقولون في الكواليس إنهم تعلموا الدرس، وإنهم لا يزالون غاضبين من الرياض لأنها -حسب وصفهم- هي من منع استمرار موجة الربيع ولا أحد غيرها، أوقفته في البحرين ووأدته في اليمن، ووقفت بجانب الشعب المصري في خياره، ولذلك سيحاولون إعادة صناعة «خريفهم» من جديد.. خريف سيتصدى له المصمك ويسقطه من جديد.
نفلا عن عكاظ
تعليق مخالف
مررت؟؟؟؟؟
والله وما قالت
الشهاده لله انه كاتب كبير وفاهم
الله المستعان اذا هذة الاشكال تنظر
تعليق مخالف
طلع القماعة يعززون لصاحبهم شغل انا وولد عمي ناس عنصريون وينظرون مصيبة
تعليق ١٦ انت مو انت وانت جيعان عليك بالمحيزره ام دود
تعليق مخالف
الساعد كاتب كبير وعالي الثقافه ماشاء الله
تعليق مخالف
مقال رائع جدا
تعليق مخالف
تعليق ٩ ليلى معصبه فيك جرح قديم لم يندمل
( لإعادة إحتلال الشرق الأوسط وتوزيع الثروات ) كلامك غير صحيح لا أحد يريد الإقتراب من الشرق الأوسط الموبوء ولا الإحتكاك بأنظمته الفاسدة الناتج القومى للدول العربية لا يوازى نصف ناتج ولاية كاليفورنيا
3/ سلومه كفوك يابوقرينة ومستواكم معروف مدعوس عليكم من 100 سنه على بالكم. لكم كلمة ولا نفع بالبلد
5/ تخسى انت وهو مابقى الا النطيحة المتردية تنطق ولا تزايدون على الوطنية لا انت ولا طوايفك يحدد من هُم الوطنيين
3/ سلومه هذة كفوك من القماعة ونفس مستوى المهمشين طوال 9 عقود وهم بنومة اهل الكهف الحين مسوين وطنيين
انت تافه وتعليقتك إذا احد اختلف معاك في وجهات النظر فلا تستخدم عبارات في تهكم على الاخر مادام لم يتعرض لشرع الله هذا اهم شي ولكن غيره فيه وجهات نظر طبيعي يكون اختلاف! عيب والله كلنا مع ولاة الامر
تعليق مخالف
الاخونج معروف انهم مطية استخدموا كحصان طروادة اثناء فوضى الخريف العربي ولكنكم فشلتم أيما فشل وما بقي لديكم الا ابواقا تجدهم في علب الحانات بتركيا يسكرون ويعربدون وأما الساعد فهو وطني يسوى ربعك كلهم
هبلك ام عريكة قال يسوى ربعك والله لا تعدو مهمشين على الرف وتزايدون على الوطنية ليست دراجة ولا كرسي على كيفكم تجلسون عليه وتنزعونه من الناس
لو كان الشعب معزز مكرم ما احد يقدر ياججه ولن يجد عليه مدخل او ذريعه هذا الكلام
تعليق 2 ليلى كلام الكاتب فوق مستواك
تعليق مخالف
اليوم اختلف عن 8 سنوات مضت اختلاف جذري فامريكا مشغولة بكورونا واقتصادها وعلاقاتها الجديدة مع الغرب والشرق فيبدو هذة الخوف نابع من جهل وعدم قراءة السياسة الامريكية اليوم فاليت تنطم وتذلف
تعليق مخالف