رئيس التحرير : مشعل العريفي

"آل الشيخ" : حديث ظني اتخذه الاخوان وداعش ذريعة "للخلافة".. هذه حقيقته!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: قال الكاتب السعودي محمد آل الشيخ أن فكرة دولة الخلافة التي تروج لها جماعة الإخوان المسلمين، هي ضرب الأوهام الأسطورية الموروثة، التي يزعمون إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديث ظني لا يرقى إلى القطع واليقين وعد بها في آخر الزمان. وأكد "آل الشيخ" في مقال له بعنوان: "من حكاية دولة المهدي الى حكاية دولة الخلافة" بـ "الجزيرة"، أن الخلافة نفسها مصطلح جاء بعد وفاة الرسول، ولم يثبت على وجه القطع أنه أوصى بها. وأوضح "آل الشيخ" أن اختلاط بعض الأحاديث الظنية بالحقائق التاريخية الثابتة، خلق لكثير مما سموها أحاديث آخر الزمان نوعا من أنواع القدسية في الذهنية الإسلامية المعاصرة. ولفت "آل الشيخ" الى أن فكرة قيام دولة الخلافة ترتكز عليها دعوات أغلب الحركات المتأسلمة السياسية، وعلى رأس هذه الحركات الحركة الأم جماعة الإخوان المسلمين. وأردف: "من ضمن من تبنى هذه الفكرة الأسطورية أيضا تنظيم داعش، الذي أراق من أجل تحقيقها الدماء، وخرب البلدان، وشرد الشعوب، وفي النتيجة عاد من كل صراعاته التدميرية فاشلا بخفي حنين، وكان كل ما أسس عليه دعوته حديث ظني زعموا أنه يُنسب إلى الرسول، يُبشر بظهور هذه الدولة في آخر الزمان، وأنها ستنتصر، وستفتح أيضا روما في أوربا لتلحقها بدولة الخلافة الفتية، كما كان يردد الواهمون الذين جاؤوا من أنحاء العالم يناصرون هذه الدولة".
ونوه "آل الشيخ" الى واقعة "جهيمان" قائلًا: "جهيمان عندما احتل الحرم، وبايع من كان يدّعي انه المهدي تحت الكعبة، كان يزعم أيضا أن في التراث الموروث حديثا آخر يتنبأ أن المهدي حينما يخرج في آخر الزمان، ويبايعه المسلمون في الحرم، سيأتي إليه جيش من الشمال، ليحارب من عقدوا البيعة له، وأن هذا الجيش (ستخسف) به الأرض وتبتلعه، وينتصر أصحاب المهدي. غير أن الحقيقة كانت في مكان آخر، غير ما كان يعتقده هؤلاء الخرافيون".
وأضاف: "هزيمة داعش، وفكرة دولة الخلافة التي يزعم البعض أنها ستعود قوية كما كانت دولة الخلافة في بدء التاريخ الإسلامي يحتم علينا أن نُنقي تراثنا من هذه الأساطير الخرافية التي لا تستند إلى سياق منطقي بقدر استنادها إلى منطق المعجزات؛ فمثلما كلفتنا حركة جهيمان وأسطورة المهدي كثيرا من الخسائر البشرية والنفسية في أول القرن الهجري الحالي". وزاد: " ها هي فكرة دولة الخلافة الأسطورية، تُكلف العالم كله من أقصاه إلى أقصاه من الخسائر البشرية والمادية ما ترونه الآن على أرض الواقع، وفي النهاية، اتضح أن الدول لا تقوم على (الرغبويات) أو لأسباب ميتافيزيقية، وإنما لأسباب عقلانية يبررها الواقع، وليس كسر الناموس الكوني والمعجزات". واختتم "آل الشيخ" مقاله بقوله: "هذا ما يجب أن يُدركه أولئك الشباب الغر المشوهين فكريا، الذين راهنوا على المعجزات، فكشف لهم الواقع أن ما حملته بعض النصوص التراثية الموروثة ما هي إلا ضرب من ضروب الأساطير".

arrow up