رئيس التحرير : مشعل العريفي
 قينان الغامدي
قينان الغامدي

أتباع التنظيم السروري هم الشتامون: هكذا بدأت رحلة الكشف والشتم

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

الكمال لله، ولست سوى بشر أخطئ وأصيب، وقد يكون خطئي أكثر من صوابي، لكن شفيعي أمام الله ثم نفسي وضميري، أنني أتوخى الدقة والموضوعية، وقبلهما وأهم منهما أنني أحرص على الحصول على أكبر قدر من المعلومات عن طريق البحث والقراءة عن أي موضوع قبل أن أكتب عنه، وقبل أن أبني أي رأي، ولا يمنعني أي شيء، ولا أتهيب من التراجع عن أي رأي يثبت لي خطؤه، أو أجد أي معلومات جديدة أوثق وأدق من معلوماتي السابقة، فأنا مؤمن تماما بأن الإنسان كأي كائن حي يتغير ويتطور كل يوم، بل كل لحظة، كما يمكن أن يضعف ويتراجع لأي سبب يفضي إلى ذلك!!. كل هذه المقدمة الفلسفية أو البديهية، أو الفارغة، ليس لشرح البديهيات وتوضيح الواضحات، وإنما لأستند إليها فيما سأوضحه حول ما يلاحظه الكثير مما أتعرض له من نقد، وأحيانا كثيرة أتعرض للشتم والتسفه من البعض، يصل إلى المساس بشخصي وعقيدتي وأولادي وزوجتي وخصوصياتي!! من الأمور الطبيعية المعتادة منذ أيام انتقال الأخبار والأشعار بالمشافهة، ثم التدوين، ثم ثورة الطباعة، ثم انفجارات الاتصال والتواصل، منذ ذاك وحتى اليوم والغد فإن من يعرض عقله على الناس يجب أن يتحمل النقد، والأخذ والرد، وهذه بديهية ثانية!!. والبديهية الثالثة، أنني وغيري من الكتاب والكاتبات حين نتناول شأنا وطنيا مثل: التعليم، والصحة، والبلدية، وغيرها، أو شأنا من شؤون الإصلاح السياسي أو الإداري والمالي وغيرها، فحتما سنجد من يتفق معنا ويختلف في الإطار الطبيعي للاتفاق والاختلاف، فكل له سياقه، ومستواه الثقافي، والمعرفي، وأنا أعرف أن هناك قراء لديهم من المعرفة والثقافة ووضوح الرؤية أكثر مما لدي، ومما لدى بعض الكتاب والكاتبات!!. والآن انتهيت من البديهيات، وسأخبركم عما ليس بديهيا ولا سهلا ولا مطروقا من معظم الكتاب والكاتبات، ولا معروفا للكثير من القراء والمتابعين حتى الآن!! هذا الأمر غير الطبيعي، والخطير في ذات الوقت، هو السبب الحقيقي الكامن وراء ما أتعرض له من شتم وتسفيه وتسفه وقلة أدب في وسائل التواصل، وأحيانا حتى في التعليقات على مقالاتي وحواراتي في الصحف!!، فإذا كتبت عن المعلمين والتعليم، أو الصحة، أو أي شأن وطني آخر، تجد كثرا يتجاهلون الموضوع الذي أناقشه أو الرأي الذي طرحته، وينطلقون مباشرة إلى نثر ما في قاموس البذاءة وقلة الأدب من أوصاف وسمات، ومع أن هذا يعبر فقط عن مستوى تربية وعقلية من يقوله، إلا أنني تتبعت الأمر ودققت فيه فاكتشفت سببا جامعا لكل هؤلاء الشتامين المتسفهين!!. وقبل أن أوضح السبب، أود التوضيح أنني أرحب بكل أريحية وصدق بأي حوار موضوعي أو اختلاف في الرأي مهما كان وممن كان، وهذا فقط احتراز من أي ظن قد يذهب بصاحبه إلى أنني لا أقبل حوارا ولا اختلافا!!. السبب الرئيس الوحيد لكل ما أتعرض له من سب وشتائم وسفاهة وتسفل من البعض الذي يكرر نفسه في كل منبر ووسيلة هو «التنظيم السروري!» المتغلغل في مفاصل حياتنا وبيئتنا السعودية من الماء إلى الماء ومن جبال أجا وسلمى إلى سهول تهامة!!، وإلى داخل كل بيت، والذين ينكرون هذا التغلغل هم من أتباعه المخدوعين، أو ممن غرر بهم التنظيم بما قدم وما زال يقدم من وعظ يدغدغ المشاعر المتدينة ويجذبها إلى ساحته، والوقوف معه دون أي إحساس بخطره العظيم الذي يغلفه كذبا بالدين!!. منذ نحو ربع قرن وأنا أكتب وأتحدث عن خطر «التنظيم السروري!!» في المملكة، وخطر ما سمي بالصحوة التي قامت على أكتاف هذا التنظيم منذ أكثر من أربعين سنة!!. ولا أظن أحدا سبقني إلى هذا التحذير من الكتاب والكاتبات في الإعلام كله مطلقا، وقد تنبهت إلى ضرورة البحث في جذور ما سمي بالصحوة من خلال تحذير أطلقه الأمير خالد الفيصل أمير عسير آنذاك من هذه الصحوة، إذ تنبه سموه إلى أن الأمر لا يتعلق بالدين القويم الذي يعرفه، ويعرفه الناس من حوله ويطبقونه يوميا بوضوح، ثم جاءت شكلانية تدين ما سمي بالصحوة، فعرف الأمير خالد أن هذا ليس تدينا وإنما تجندا لأمر - ما- فحذر مرارا!!، وفي ضوء تحذيره انطلقت أبحث وأقرأ، بحكم ما شعرت به ولمسته وعشته أيام دراستي في المرحلة الثانوية بمعهد الطائف العلمي (1393-1996)، حيث كانت ثقافتنا آنذاك محاصرة في كتب سيد قطب والمودودي ومحمد محمد حسين ومجلات المجتمع والرسالة، ومحاضرات يوسف العظم ومحمد قطب وأمثالهما، فتذكرت أن ما حدث في تلك السنوات والأيام يفرض علي أن أشخص أمرا معينا، وهكذا حتى تبينت ووجدت جذور التنظيم السروري والزمن التقريبي لانطلاقته ثم تمكنه!! تمكن التنظيم السروري في الوطن، وكنت حينها كما ظننت - بل تأكدت - أنني تمكنت من معرفة التنظيم جيدا، لكن لم يكن متاحا الحديث أو الكتابة يومها عن سلبيات ما سمي الصحوة، فضلا عن توضيح أنها قامت على أكتاف تنظيم خطر!!، ولكن مرت السنوات ولوحظ خطر التكفير وما تبعه من قتل وتفجير!!، فبدأت ملامح مرحلة كأنها جديدة!، ومن هنا - عام 2000- بدأت رحلة الكشف والتحذير من جانبي من هذا التنظيم السروري الخطير جدا، كما بدأت معلقات الشتم والسب من جانب أتباع التنظيم الغفل، لأن رموزه يستحيل أن يكشفوا عن أنفسهم إلا نادرا، وخاصة حين يصل كشفي للتنظيم إلى العظم!!، أما الأتباع فلا دور لهم سوى الشتم بلا عقل، والرموز يخدمونهم بالتوجيه والسعي إلى تشويه سمعتي عند الحكومة، بل وتعدى الأمر إلى إيقاع الضرر بشخصي!!، وغدا نكمل. نقلا عن الوطن

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up