رئيس التحرير : مشعل العريفي

إخفاق ألمانيا قد يفيدنا!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

غادرت ألمانيا كأس العالم ومن الطبيعي أن يكبر السؤال بل ويتضخم ففي اعتقادي أن خروج بطل النسخة السابقة يعد (مصاب جلل) لكرة القدم وأهلها مع أنني أومن أن حلاوة أي بطولة في مفاجأتها!
يا ترى هل سيستقبل المنتخب الألماني بالطماطم والبيض الفاسد بعد عودته وهل ستنصب للاعبيه المشانق وهل سيطالب الإعلام هناك بمحاكمة اتحاد الكرة والمدرب واللاعبين كما يفعل العرب مع إخفاق منتخباتهم!
لا أعتقد أن الأمر هناك سيتجاوز حدود الملعب وتفاصيل ما حدث فيه ومناقشته وفق دراسة فنية خالصة وعلى ضوئها يتم البدء في إيجاد خطة جديدة للإعداد لمونديال 2022.
أقول هذا ولا أنفي أن ثمة من سخر من هذا المنتخب في الإعلام الألماني ومن هاجم لاعبيه ومن وصفهم بأقذر الأوصاف، لكن كل هذا لا علاقة له بمطبخ كرة القدم هناك الذي يعمل على الاستفادة من الإخفاق لما يخدم مستقبل هذا المنتخب لاسيما أن كل خطة فاشلة لها خطة بديلة!
طبعاً لن يحمّلوا لاعبي البايرن أو المحترفين خارج ألمانيا المسؤولية ولن يتحدثوا بلغة حارسنا وحارسكم بل سيتعاطون مع الإخفاق كحالة تشمل الكل تحت مسمى المنتخب الألماني، وفي هذا رسالة أتمنى أن نفهمها ونستفيد منها لما يخدم مصلحة رياضة بلدنا!
المنتخب.. أي منتخب هو وحدة متكاملة ويجب الحديث عنه وفق منظور وطني بعيداً عن التفتيت أو التجزئه نقداً أو إشادة، كما هو الحال في كل المنتخبات وأولها ألمانيا بطل روايتنا في هذا المقال، الذي أهدف من استحضاره إلى ملامسة بعض الأطروحات الهشة التي قسمت منتخبنا بين (نادينا وناديكم)، في وقت أرى أن المنتخب اسماً وشعاراً فوق الجميع!
صحيح أن هذا إرث سعودي قديم لكن الأصح أننا نعيش حالة رياضية مختلفة في كل شيء، فيها المنتخب مشروع دولة وفيها الأندية دعماً ورعاية مشروع دولة والبقاء من خلالها للإصلاح، أي أن لا مجال أبداً لسيطرة الأندية وإعلام الأندية على المنتخب أو على مفاصل القرار في المؤسسة الرياضية، ومن هنا بدأ التصحيح، وأعتقد أن الأمر واضح لمن أراد أن يفهم ما أشير إليه في هذا الطرح، أما من يبحثون عن التأزيم من إعلام متكلس وجمهور متشنج فالملعب وسيع يمارسون حقهم في الركض وفي النهاية سيعودون إلى الجادة.
•• ومضة
يقول الدكتور غازي القصيبي: إن رغبتي في إتقان ما أقوم به من عملٍ لم تعنِ قط رغبتي في التفوق على أي إنسان آخر. كنتُ ولا أزال أرى العالمَ يتسع لكل الناجحين بالغاً ما بلغ عددهم. وكنتُ ولا أزال أرى أن أي نجاح لا يتحقق إلا بفشل الآخرين هو في حقيقته هزيمة ترتدي ثياب النصر!
نقلا عن عكاظ

arrow up