رئيس التحرير : مشعل العريفي

"أنور عشقي" في حوار للمرصد: "ترامب سيكون أفضل حالاً من أوباما"..وسيتخلص من النظام الإيراني!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد : سعادة اللواء المتقاعد الدكتور أنور عشقي، "رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالشرق الأوسط في مدينة جدة"، تحية طيبة وبعد يشرفنا في هذا اليوم استضافة سعادتكم في صحيفة المرصد الإلكترونية للحديث عن أوضاع الشرق الأوسط، وتحليل مواقف الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" من الأزمات التي تتعرض لها المنطقة، وكذلك رؤيته لمواقف ترامب من النظام الإيراني.
بداية .. كيف ترى مواقف الرئيس الأمريكي وقراراته بخصوص الشرق الأوسط؟
أخي الكريم، أود إيضاح ما يلي: الرئيس الأمريكي لا يصنع القرار وإنما يوقع القرار، فأمريكا دولة مترامية الأطراف وتعتبر من القوى الكبرى في العالم، وفيها مراكز قوى وتؤثر على صناعة القرار وأهم مراكز القوى لديها (هو مركز العلاقات الخارجية)، وله تأثير كبير على السياسة الأمريكية الخارجية وعلى قراراتها في العالم كله وهو (الحكومة الحقيقية) تجاه توجيه أي رئيس أمريكي فخذ مثلاً الرئيس الأمريكي (ريقن) كان لا يفهم في السياسة الخارجية وكان لا يُفرق بين الهند والصين وفي عهده انهار الاتحاد السوفيتي.
النظام هو من يحكم الرئيس الأمريكي، وأود الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي الحالي (ترامب) هو شخصية شديدة الذكاء ومثيرة للجدل وهو في تحليلنا لشخصيته أنه يحاول تحريك المياه الراكدة ولا يخضع للتقاليد المتعارف عليها وهو أول رئيس أمريكي يتسنلم زمام الرئاسة الأمريكية (من رجال الأعمال).
لكن له طبيعة خاصة إذا هزم أو خسر فإنه يحاول أن ينتصر وإذا أعياه الانتصار حاول جاهدا أن ينتصر في مجال آخر، فعندما خسرت إحدى شركاته حاول جهده أن ينقذ شركته واستطاع جاهدا أن يكسب جهات أخرى وهو الآن يتعرض لخسائر كبيرة في موضوع الدول السبعة التي رفض أن تدخل الولايات المتحدة، ولما خسر في هذا المجال أراد أن يفوز في مجال آخر.
كيف ترى سياسة ترامب في التعامل مع النظام الإيراني؟
"ترامب" يمارس على إيران ضغطا شديدا ويهاجمها، لكنه كرجل أعمال إستراتيجي يعتمد على جهازه والذي يعينه على تحقيق أهدافه وهو أيضا يمتاز بالمرونة الفائقة ويمتص الصدمات فهو الآن يضغط لكي يحل هذه المشكلة، لكنة لا يريد أن يغير في الثوابت الأمريكية الإستراتيجية، فخذ مثلاً تعامله مع الرئيس الإسرائيلي (نتنياهو) وتعامله بمرونة فائقة وإذا كسب سوف يحاول توظيف هذه الثقة لحل قضية الشرق الأوسط.
فمثلاً حينما استقبل الرئيس الإسرائيلي في زيارته الأخيرة لأمريكا لم يصدمه بالمستوطنات، كما كان يفعل أوباما بل قال له أجل النقاش، وهو يعرف بأن من ثوابت السياسة الأمريكية أن يكون الحل بناء على دولتين فهو لا يريد أن يملي ذلك إملاء وإنما يُريد أن تتبنى إسرائيل ذلك الأمر فهو يدل على أنه يؤمن بأن السياسة فن أكثر منها علم، بينما أوباما خسر الجولة لأنه كان يتعامل مع السياسة (كعلم وفن) فهو كأستاذ جامعي وأكاديمي كان متصلبًا في قراراته بينما ترامب تاجر ورجل أعمال ذكي.
هل هناك فرق بين رؤيتي أوباما وترامب للشرق الأوسط؟
"ترامب" يحاول جاهدًا أن يحقق الأمن والسلام في الشرق الأوسط خلال السنة الأولى من حكمه، إذا ماقدر له البقاء، اما أوباما كانت فكرته في الشرق الأوسط أن يغير الحكومات الفردية ويستبدلها بديمقراطيات جديدة لدى الحكومات التي تم إسقاطها لذا قام بعملية الربيع العربي، ترامب يقول بأن من صنع الفوضى في الشرق الأوسط هو أوباما وهو الذي تسبب في ظهور داعش.
ما توقعكم عن سياسته تجاه الحكومة الإيرانية حاليا؟
أرى انه يركز على عدة أمور تجاه الحكومة الإيرانية الحالية، ومنها تغيير النظام الإيراني حاليا، لكن يا ترى عن طريق القوة بالهجوم عليها وضربها أم عن طريق الضغط السياسي والاقتصادي عليها، لذالك نجده لا يتوانى في وصف إيران وقادتها بأنهم هم من يرعى الإرهاب، وأيضا عبر ما يقدم له من قبل مستشاريه ومن قبل الاستخبارات الأمريكية لكشف العلاقة بين إيران وبين الإرهاب فأصبح وضع إيران سيئ للغاية، كما أنه لايريد أن يورط الولايات المتحدة في خسائر مادية أو بشرية ولذلك تجده يحاول تحميل أعباء قراراته تجاه إيران على الدول الغنية في الشرق الأوسط (كدول مجلس التعاون الخليجي).
ما هو رأي سعادتكم في مستقبل الشرق الأوسط في عهد الرئيس الأمريكي ترامب؟
أنا أرى أن مستقبل الشرق الأوسط في عهد "ترامب"، سيكون أفضل حالاً من عهد الرئيس السابق "أوباما" وسيسعى إلى وضع الحلول تجاه المشاكل المستعصية في سوريا، وفي العراق، وليبيا واليمن وهذا الأمر سيكون في صالح الأمة العربية. للعلم أن الدول العربية لم تعد كما كانت من ضعف أو كأحجار الشطرنج تحركها القوى بل أصبحت اليوم قوة ضاربة في المنطقة خصوصًا بعد (عاصفة الحزم) والتي أوقفت المد الإيراني ولاحقته في سوريا ولبنان واليمن وغيرها ممن امتد لها النفوذ الإيراني وسيكون لها الثقل الأكبر في تحقيق السلام في المنطقة وهذا ليس من باب التفاؤل وإنما هو من باب الحقائق والمبني على دراسات علمية.


آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up