رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

{اتصور وابعتلي صورة}ْ

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

سوف أتفرغ اليوم للكتابة عن ظاهرة ما يسمّى بـ(السيلفي)، وهي التصوير الذاتي الفردي أو الجماعي بالتليفون (الجوال)، وما نتج عن ذلك من المآسي التي قد تصل أحياناً إلى الموت، وقد مررت أنا بذلك عن تجربة سوف أوردها في نهاية المقال، وإليكم فقط خمسة من الحوادث الموثقة: 1- لقى ثلاثة شبان في الهند مصرعهم، حينما كانوا يريدون التقاط صور من جوالاتهم ليكون القطار خلفية للصورة، ودخلوا بالخطأ على سكة قطار آخر في الاتجاه المعاكس (فقشّهم) جميعاً كأنهم كومة من الورق، وذهبوا (طعام جحوش) – أي ماتوا – انتهى. 2- سقطت طائرة في مدينة (واتكنس) الأميركية، عندما كان طيارها الوحيد منشغلاً بتصوير سيلفي مع صديقه المرافق، مما أسفر عن تشتيت انتباهه بانحراف الطائرة عن مسارها وسقطت وقتل الاثنان، والغريب أن المسعفين وجدوا بين حطام الطائرة (الجوال) سليماً، وعندما فتحوه وجدوا صورة الطيار وصديقه يبتسمان. يا بختهما ذهبا وهما مبتهجان، وهذا هو ما أتمناه شخصياً عندما تحين منيتي، أريد أن أذهب وأنا (أسطّح) – أي أقهقه - انتهى. 3- خلال أحد عروض مصارعة الثيران، أراد المواطن الإسباني ديفيد لوبيز أن يلتقط صورة سيلفي بين ثورين، ولكنه لسوء حظه لم ينتبه إلى ثور ثالث فاجأه بنطحة نافذة وأرداه قتيلاً – انتهى. 4- ذهبت عائلة بولندية في رحلة سياحية إلى البرتغال، للاحتفال بمناسبة سنة زواجهما العاشرة، فوقف الأب والأم على حافة صخرية لالتقاط صورة سيلفي، فاختلّ توازنهما وسقطا ليلقيا حتفهما أمام مرأى من طفليهما الصغيرين – انتهى. 5- الآن أأتي للحادثة المشؤومة التي كدت أذهب ضحيتها، وذلك بعد أن خرجت مع من خرج، في إحدى قاعات المناسبات الاجتماعية، وقبل أن أتجه إلى سيارتي استوقفني أحد الأشخاص قائلاً: «ممكن يا أستاذ مشعل نأخذ معاً صورة سيلفي؟!»، فقلت له: «على الرحب والسعة يا صاح»، وبينما كنا على حافة الدرج ويده اليسرى على كتفي وإذا به يحثّني على الابتسامة قائلاً: (تشيرز)، فلبيت طلبه وفغرت فمي ضاحكاً، وما إن ضغط بإصبعه على الجوال حتى اختل توازنه وهوى للخلف غير أنه تشبث بي فسقطت فوقه، ومن حسن حظي أن الرجل كان سميناً فانغرست ركبتي في بطنه، وسمعته يصرخ من شدّة الألم، فوقفت أنا سليماً لم يصبني ولله الحمد أي مكروه، اللهم إلاّ أن (شياكتي) قد تلخبطت مما كدّر مزاجي قليلاً، ووقف هو يتأوه ممسكاً ظهره وبطنه من شدة الألم. وافترقنا دون أن يودع أحدنا الآخر، ولا أستبعد أنه لعن اليوم الذي شاهدني فيه، ولا أعلم حتى الآن ماذا فعل بالصوره؟! أكيد أنه مسح أبو جد جدها – هذا إذا لم يكن قد حطم الجوال أساساً.
نقلا عن "الشرق الأوسط"

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up