(الذكاء الاجتماعي) نحتاجه في مدارسنا !؟

لا علاقة شرطية أو ترابطية بين الذكاء الاجتماعي والذكاء العقلي الوراثي ـ البيولوجي ـ وإن كنت أرجح أهمية الذكاء الاجتماعي بوصفه يجعل الفرد يتأقلم ويتكيف بأريحية مع مجمل أموره الحياتية، وهو ما يُطلق عليه اصطلاحًا "لعب الدور الاجتماعي" بشكل يتماهى ويتناغم مع الموقف والحالة ودرجة العلاقة والمناخ الاجتماعي إجمالاً، وتكمن أهمية تكريس الذكاء الاجتماعي للفرد منذ نعومة أظفاره لكونه يُمكنه من التعامل مع محيطه اليومي بشكل صحي وبأقل قدر من المُنغصات والعراقيل وربما يقيه من الأزمات وبكلمة أدق: " لكل مقام مقال " فمثلا متى يتحدث الفرد ومتى يلتزم الصمت وإذا تحدث بأي وتيرة فضلاً عن الإيماءات وتغيير الملامح تبعاً للحالة والمتغيرات ! فهو ولا شك علم متكامل ونسق اجتماعي يتوسله الفرد في مختلف شؤونه وشجونه أو هكذا المفترض… تجدر الإشارة بأن الكثير من الأفراد يملكون ذكاء عالٍ وربما خارق وفوق العادة وقد يكونوا متفوقين في دراستهم وتحصيلهم العلمي لكنهم يُخفقون في إدارة أسلوب حياتهم وقد يفشلون إن لجهة عملهم أو زواجهم أو ربما في مواقف بسيطة وعارضة ! وكثيراً ما نواجه أمثال هؤلاء ونستغرب من أنهم فشلوا ولم يحققوا حتى أدنى طموحاتهم وتطلعاتهم رغم ذكائهم وربما حصولهم على أعلى الدرجات العلمية ! إلي ذلك علينا أن نتيقن بأن ركائز ومقومات النجاح في حياتنا اليومية بالمجمل هي ( إدارة التعامل ) بحصافة مع الآخرين بمقتضى الفروق الفردية ودرجة علاقتنا بالآخر إن كان صديقا أو زميلاً أو معلماً أو مديراً أو " زوج ، زوجة " أو حتى رجل الشارع بل وحالة كل منهم المزاجية أثناء التعامل وللإيضاح نضرب بعض الأمثلة للذكاء الاجتماعي: فمن غير المفيد أن تطلب من مديرك ترقية وهو بمزاج مُتعكر أو أنك لم تنجز عملك على أكمل وجه ! والزوجة يجب ألا تطلب من زوجها طلبات وهو عائدا للتو من عمله ! ومن العبث أن تدخل في نقاش لجهة شخص غير سوي وهكذا قس على ذلك الكثير من المواقف والتعاملات اليومية ولأهمية الذكاء الاجتماعي أتمنى على وزارة التعليم أن تتبناه وتُدرجه ضمن المناهج بدءًا من المراحل الأولية ليترسخ رديفًا جنبًا إلى جنب العلوم والمعارف الأخرى خصوصًا إذا ما علمنا بأن مفتاح النجاح هو كيفية إدارة التعامل مع الآخرين وليس ما نحمل من مؤهلات ودرجات علمية ومن دون هذا المعطى النابه والمفيد تصبح الأخيرة مجرد حبر على ورق !؟