رئيس التحرير : مشعل العريفي

"الراشد": الأرض ليست كروية!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: قال الكاتب عبد الرحمن الراشد، وسط السخرية منه، عقد مؤخراً مؤتمر في بريطانيا لإثبات أن الأرض ليست كروية. وسبق له أن عقد في العام الماضي وحضره بعض مدعي العلم، إلا أن مرتكزات بعضهم دينية، تخالف كل ما أثبته العلماء بعد صراع تاريخي طويل حسمته التقنية. نظريات المؤامرة وأضاف الكاتب في مقال منشور له بصحيفة الشرق الاوسط بعنوان "الأرض ليست كروية"، والذين استشهدوا بالمؤتمر، وعدّوه مرجعاً، مثل غيرهم يستشهدون بشكل متكرر بنظريات المؤامرة للتدليل على أن الأرض مسطحة، وأن الإنسان لم يهبط على سطح القمر، وأن وكالة «ناسا» للفضاء الأميركية مجرد جهاز دعائي اخترعه الأميركيون ضد السوفيات، وأن الكرة الأرضيّة لا تدور، وأن مرض الإيدز كذبة، وأن السرطان إنتاج معملي لأغراض تجارية. أقلية تافهة وأضاف الكاتب هؤلاء أقلية تافهة في الغرب، والأغلبية تتعاطى معهم من قبيل الدعابة والترويح عن النفس فحسب، فمشروعات اكتشاف وغزو الفضاء لا تتوقف. وتابع في عالمنا المادي اليوم اليد العليا للعلم، والعلم هو الذي يقسم العالم إلى المتفوقين والفاشلين... القادرين والعاجزين، والمانحين والممنوحين، والأقوى عسكرياً والمستضعفين. الترف وأضاف "الراشد" لا يمكن أن يتقدم مجتمع، مهما بلغ من الترف، كما كانت حالنا في فترة الثراء النفطي السابقة، من دون مشروع علمي شامل. وعجزنا العلمي سبب أساسي في تخلفنا، مهما كبرت مطاراتنا، ومدننا، وشوارعنا السريعة، وزاد عدد خدمنا وعمالنا المجلوبين من أنحاء العالم. كلها بكل أسف مشروعات تنموية حضارية خرسانية مستوردة لم تؤسس مشروعاً علمياً تطويرياً يهتم بتنمية وتدريس العلوم المكثفة؛ بل قامت على تأمين الرفاهية السهلة. التحدي الحقيقي وتابع المشككون والرافضون للتقدم العلمي موجودون، وسيستمرون جزءاً من حياتنا، لكنهم ليسوا اليوم عقبة، كما كانوا إلى فترة قريبة مضت عندما كانوا يحاربون تدريس العلم لأنهم يخشون من العلم على الدين والإيمان. التحدي الحقيقي في نشر العلم وتطويره والانتقال إلى مجتمع يعتمد عليه.
الفارق الحاسم وأوضح الكاتب نحتاج إلى إعادة النظر في المنهج القديم؛ مفهوم التعليم ودوره في المجتمع. نحتاج إلى خطوات شجاعة أخرى تهتم بالتركيز على العلوم الدقيقة وجعلها مركز مشروعنا التنموي، واعتبار المقاييس العالمية المتقدمة هي المعيار لتقدمنا. العقول العلمية في كوريا الجنوبية هي التي تجعلها في المقدمة اليوم، كما في كل الدول الصناعية الكبرى. الفارق الحاسم في التقدم العلمي، وهو الذي يمكن أن يختصر الزمن، ويلبي طموحات الخطط التنموية. قصة نجاح سنغافورة، ليست فقط لأنها حكومة صارمة ونظام إداري حديث، بل لأنها ركزت على التعليم، وتحديداً العلوم والرياضيات والهندسة والتقنية (STEM). نتائج هذا البلد الصغير مذهلة مقارنة بدول أكثر إمكانات وموارد طبيعية منه، وفي محيطه الجغرافي والسياسي. المناخ الإيجابي واختتم "الراشد" مقاله قائلًا أمامنا فرصة عظيمة للتغيير مستفيدين من المناخ الإيجابي الذي جلبته «رؤية 2030»، ومن الرغبة الواضحة في التغيير ليس فقط في الأدوار العليا في الدولة؛ بل في الشارع أيضاً، وليس فقط في الخليج، بل في كل المنطقة.

arrow up