رئيس التحرير : مشعل العريفي

السريحي: إن كان هذا هو الغناء فهو حرام!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: رأى الكاتب السعودي سعيد السريحي، أن انحطاط الفن والغناء، جاء نتيجة عاملين تكالبا عليه فانتهيا به إلى ما آل إليه اليوم من حال أصبح فيها مسخا لا يمكن معه اعتبار من ينتمون إلى حقله أحفادا لمن كانت أغانيهم تبني الذائقة العربية.
وقال "السريحي" في مقال له يحمل عنوان: "اذا كان هذا هو الغناء فهو حرام؟"، بـ "عكاظ": "ان مشكلة الغناء جزءا لا يتجزأ من النهضة التي لم تكن تتوقف عند الفنون فحسب، بل تشمل كافة جوانب الحياة".
وأوضح أن العامل الأول يتمثل في ذلك التحريم المطلق للغناء والذي لا يفرق بين الغناء الذي يسمو بالعاطفة الإنسانية ويبعث فيها ضربا من الإحساس بالجمال الذي ينعكس على علاقتها بالعالم من حولها.
وبيّن أن الغناء الآخر غث وضيع يستدر الشهوات ويستفز الغرائز ويئد في الإنسان كل إحساس بالجمال والسمو، أما العامل الآخر فيتمثل في "تسليع" الفن وفق نمط استهلاكي مكنت تقنيات تنقية الصوت من توظيف طوابير ممن يدعون الانتماء للفن والفن منهم براء من الغناء والمشاركة في التجارة الرائجة التي قامت عليها شركات إنتاج وتبنتها قنوات ومحطات تلفزيونية لا هم لها إلا استدراج المشاهدين واقتطاع أكبر نصيب لها من كعكة الإعلانات.
واكد السريحي أن الغناء انتهى إلى غناء لا يشبه الغناء، لا يتجاوز أن يكون كلمات متهافتة وإيقاعات مكررة صاخبة وكل ما يحمله من يؤدونه من مؤهلات لا يتجاوز صدر مغنية شبه عارٍ ورشاقة مغٍن يتمايل بقده المياس على خشبة المسرح.
ولفت السريحي الى أن الغناء صبحا مبتلي بأغان تشبه أزياء الموضة التي تستهلك خلال سنة أو فصل من السنة أو مناديل الكلينكس التي لا تصلح للاستخدام إلا مرة واحدة.
واختتم السريحي مقاله بقوله: "قد فاقم من مأساة الفن تقاعس الدول والحكومات عن دعم الفن الرفيع مما جعل شركات الإنتاج تنفرد بالمستمعين وتعمل على إفساد ذائقتهم وفق أسلوب ممنهج، حتى انتهى الحال بمن يجهد في الحفاظ على سلامة ذائقته أن يردد من غيظه مما يرى: إن كان هذا هو الفن فهو حرام دون شك".

arrow up