رئيس التحرير : مشعل العريفي

السيرة الذاتية لمدير جامعة أبها الجديد.. ابن "الكامل" العاشق للرياضيات والفلسفة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: جاء قرار خادم الحرمين الشريفين "الملك سلمان بن عبدالعزيز" بتعيين "الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي"، مديرًا لجامعة الملك خالد بأبها، تتويجاً لمسيرة علمية وإدارية ناجحة تنقل خلالها أستاذ فلسفة الرياضيات بين عديد المناصب الهامة في جامعة المؤسس بجدة؛ حيث كانت انطلاقته الدراسية والعلمية مروراً بجامعتي جازان وتبوك، التي ساهم برفقة زملائه في وضع أولى بذورها ولم يغادر إلا وقد نمت وترعرعت تلك البذرة العلمية وتحولت إلى شجرة يانعة مزهوة بالثمار وفقا لموقع "سبق".
الولع بالرياضيات:"الدكتور السلمي" ولد عام ١٩٧٠م في محافظة الكامل "١٠٠كلم" شمال جدة، ودرس في قريته الهادئة مراحله التعليمية الأولى، وكان واضحاً أنه مولع بكل ما يتعلق بالرياضيات ومسائلها الحسابية المعقدة، التي تتطلب ذهناً صافياً وعقلية متمكنة، وهي ما توافرت في ذلك الشاب اليافع، الذي رفض بعد تخرجه من الثانوية بتفوق كلَّ مغريات الوظيفة التي كانت تختطف شبان القرى من مواصلة تعليمهم وترسم لهم حياة وردية زائفة، وقرر أن يلتحق بكلية العلوم في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ولم يتردد في التخصص في عشقه العلمي الأول.
جوائز عالمية:بعد سنوات من الكفاح نال "السلمي" درجة البكالوريوس في الرياضيات عام 1413هـ، بدرجات عالية أذهلت أساتذته ولم يتردد القسم آنذاك في الاحتفاظ بهذا الطالب الموهوب وتعيينه معيدًا بالقسم، ما لبث أن ابتُعث إلى "جامعة ويلز سوانزي" ببريطانيا، وتنبأ أساتذته هناك بموهبته التي مكنته من نيل "جائزة رولاند ويلسون للرياضيات البحتة" من نفس الجامعة عام ١٩٩٦م، ثم نال درجة الدكتوراه في فلسفة الرياضيات عام 1418هـ. عصامية شاب:عاد الشاب العصامي إلى وطنه مدججاً بشهاداته العليا وفكره الثاقب، وانطلق في عمله الأكاديمي منذ تعيينه أستاذاً مساعداً في قسم الرياضيات عام ١٤١٩هـ، ثم تدرج حتى تمت ترقيته إلى درجة الأستاذية عام 1430هـ. أبحاث علمية:على المستوى العلمي، كان للدكتور "السلمي" بصمات واضحة في كل الجامعات التي مر بها، فقد ركز أبحاثه في الهندسة التفاضلية وتطبيقاتها وفي السلتون وجبر هوفا، وساهم في ٢٥ بحثاً ضخماً من مشاريع الأبحاث المدعومة، وأشرف على ١٧ رسالة دكتوراه وماجستير، وشارك كممتحن داخلي وخارجي في مناقشة ٢٧ رسالة علمية، إضافة لعضويته في عدة جمعيات متخصصة علمية في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واليابان وداخل المملكة. بزوغه الإداري:في الجانب الإداري بزغ نجمه مبكراً، فبعد عودته من دراسته الخارجية بسنوات ثلاث تم تعيينه وكيلاً لعمادة الدراسات العليا للتطوير والبرامج، واستمر خلالها حتى علم ١٤٢٧هـ، كان خلالها يسعى لتطوير العمادة ومواكبتها للتقنيات الجديدة التي كانت للتو تطل برأسها على استحياء في أغلب الجهات الحكومية.
تنقلات مكوكية:ومع إنشاء الجامعات الجديدة في المناطق الطرفية بالمملكة، كان لزاماً على وزارة التعليم العالي أن تبحث عن الكفاءات القادرة على تأسيس الجامعات الناشئة ومساعدتها للوقوف على قدميها وبدء المسيرة العلمية لمنسوبيها، وحينها وقع الاختيار على "الدكتور السلمي" عميداً للقبول والتسجيل في جامعة جازان، وما لبث أن كلف أيضاً بالعمل عميداً لكلية العلوم بالجامعة، ومشرفاً على تقنية المعلومات بالجامعة الوليدة.ورغم تعدد المهام وصعوبة المرحلة التأسيسية إلا أنه نجح في تلك المهام وغيرها من لجان وفرق عمل، كان خلال يسابق الزمن منهمكاً في عمله، ولم يكمل عاماً ونصف العام حتى جاءت توجيهات وزارة التعليم العالي بأن يشد رحاله من أقصى جنوب المملكة إلى أقصاها الشمالي ليتولى مهمة وكيل جامعة تبوك الجديدة.
تجربة تبوك:منذ أن حط رحاله في أروقة جامعة تبوك منتصف عام ١٤٢٨هـ كان لزاماً على الشاب العصامي الذي لم يصل حينها لعامه الأربعين، أن يواصل نشاطه المتَّقِد ويثبت أن اختياره كان قراراً صائباً، فانطلق بحماسة الشباب وعقلية العالم الخبير في وضع الأسس العلمية القادرة على النهوض بالجامعة الوليدة، وما لبث أن كلف وكيلاً للجامعة للدراسات العليا والبحث، ووكيلاً للجامعة للتطوير والجودة، وأميناً عاماً لمجلس جامعة تبوك، إلى جانب رئاسته لـ١١ لجنة تطويرية وتنفيذية في داخل أروقة الجامعة، واستمر قرابة ستة أعوام ساهم خلالها في تأسيس تلك المنارة العلمية المشار إليها بالبنان، ومع انتهاء فترة تكليفه عاد لجامعته الأم في جدة تاركاً وراءه ذكرى طيبة وعملاً نافعاً سيعود بالعلم والمعرفة لشبان المدن الشمالية. الثقة الملكية:ومع وصوله لجامعة المؤسس مرة أخرى لم يركن للهدوء، حيث عاد لطلابه معلماً لهم، وتم تعيينه مستشاراً لوكيل الجامعة للشؤون التعليمية منذ عام ١٤٣٥هـ حتى صدر قرار خادم الحرمين الشريفين "الملك سلمان بن عبدالعزيز"، بتعيينه مديرًا لجامعة الملك خالد بأبها.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up