رئيس التحرير : مشعل العريفي

الكاتب محمد آل الشيخ : تحريم الشيخ "صالح الفوزان" للعبة البلوت يذكرني بتحريم مماثل للقهوة!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: قال الكاتب الصحفي محمد آل الشيخ:" سُئل شيخنا الفاضل الشيخ صالح الفوزان في برنامج تلفزيوني عن "لعبة البلوت أهي حلال أم حرام؟!"، فأجاب بالتحريم، وأضاف إذا كانت على جوائز فحرمتها أشد".
"البلوت" كلعبة هي ممارسة مباحة
وأضاف آل الشيخ في مقال منشور ب"الجزيرة" تحت عنوان"الشيخ الفوزان وتحريم لعبة البلوت":" هنا أريد أن أسأله عن القاعدة الأصولية التي يكاد يتفق عليها جميع فقهاء المذاهب على اختلافهم، والتي تقول "الأصل في الأمور الإباحة ما لم يرد نص بالتحريم".. أي أن اللعبة كلعبة هي ممارسة مباحة، لعدم وجود نص قرآني أو حديثي يحرّمها، ما لم يكتنفها ما ينقلها من حلِّها إلى الحرام، كالقمار، أو إلهاء اللاعبين عن الصلوات مثلاً، أما اللعبة بحد ذاتها، فإن تحريمها هو بكل ما تعنيه الكلمة من معنى تحريم ما أنزل الله به من سلطان، ولا يسنده دليل ولا قياس بدليل معتبر".
أتذكّر تحريماً مماثلاً للقهوة
ولفت آل الشيخ:" هنا أتذكّر تحريماً مماثلاً للقهوة عندما وفدت إلى المنطقة العربية في القرن العاشر الهجري، ومنها مصر، فحرّمها المتشددون المصريون في البداية، فقال شاعرهم مندداً:"حرموا القهوة عمدا وروا إفكا وبهتا إن سألت النص قالوا :"إبن عبدالحق أفتى".
سيكون عرضة لمن يستغله لتوجيه حماسه الإنساني إلى ما لا تحمد عقباه
وتابع آل الشيخ:" هنا أود أن أشير إلى أن أغلب علماء النفس وعلماء الاجتماع، يؤكّدون في جميع أدبياتهم، أن الإنسان، وبالذات في مراحل المراهقة وبدايات الشباب لديه طاقات حماس مكنونة في تكوينه النفسي، إذا لم يجد لها متنفساً محموداً، فإنه سيكون عرضة لمن يستغله لتوجيه حماسه الإنساني إلى ما لا تحمد عقباه، كالتحريض على الإرهاب، أو كما يسمونه الجهاد، لينتهي به المطاف لأن يكون حطباً في نزاعات وحروب لا علاقة لنا بها.. لهذا فإن إشغال الشباب بالترفيه، وكل ما من شأنه تفريغ حماسه الإنساني في المنافسات والمسابقات والفعاليات الترفيهية هو من أوجب الواجبات لمحاصرة ثقافة الإرهاب، وعدم تمكين دعاته من الزج بشبابنا في تلك الصراعات العبثية، التي كلّفتنا، وكلّفت سمعتنا على المستوى العالمي الكثير من السلبيات".
يجوز دفع الضرر الأكبر بالتغاضي عن الضرر الأصغر
وتابع آل الشيخ:" لذلك، وأقولها مباشرة، ودونما مجاملة، إن تشجيع الدولة للفعاليات الترفيهية، والمنافسات والمسابقات، من شأنه أن يحاصر التطرف المفضي إلى الإرهاب، وتلك المعسكرات البرية المشبوهة، التي كانت تلقن الشباب الغر وغير الناضج من الأيديولوحيات المسمومة، ما الله به عليم.. وفي هذه الحالة يجب أن يتسع أفقنا، حتى وإن كان يرى البعض - جدلاً - حرمة بعض الممارسات الترفيهية، كالغناء والمعازف، فمن الثابت عند علماء السلف قاعدة تقول "يجوز دفع الضرر الأكبر بالتغاضي عن الضرر الأصغر، ولا أعتقد أن أحداً سيختلف معي في أن الإرهاب هو من أخطر ما ابتلينا به نحن المسلمين في الثلاثة العقود الأخيرة".
"روّحوا عن أنفسكم ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت"
واختتم آل الشيخ مقاله:" غني عن القول إن البيئة الجافة والجادة التي لا تعرف الفرح ولا الترويح عن النفس ولا تفريغ الشحنات الكامنة في النفس البشرية، ستكون بالضرورة بيئة مهيأة لإنتاج التطرف والعنف، والعكس صحيح، فالمجتمعات الإنسانية الطبيعية والمتفتحة، التي تعنى بالفنون الجميلة، وتقيم المسابقات والمنافسات لتكريسها، تكون في الغالب الأعم بعيدة كل البعد عن العنف والتطرف وإنتاج الإرهاب.. يقول صلى الله عليه وسلم : "روّحوا عن أنفسكم ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت".
للاشتراك في خدمة “واتس آب المرصد” المجانية أرسل كلمة “اشتراك” للرقم (0553226244)
في حال رغبتكم زيارة “المرصد سبورت” أضغط هنا

arrow up