رئيس التحرير : مشعل العريفي
 خالد السيف
خالد السيف

اللحية والقمر والفياجرا والحلم الممنوع...!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

* القمر الليل صباح العاشقين ذلك أنّ القمر يوقظ سرّهم.. فجماله ينبش عظاماً كالرميم في مقابر العشق القديم.. وحين يعود البدر هلالاً يخونه الليل فيكون – فقط – للنوم الجاثم بـ «كوابيسه» على الجسد المنهك.
ولمّا أن أخبره جيرانه بأنّ امرأةً جنوبيّة الملامح في الصبح كانت تطرق بابه وبشدّة فلِمَ لَم يُجبها؟ أجابهم من خلف الباب الموصد وبصوتٍ خافت: كنت على موعدٍ مع القمر فلم أشأ خيانته.
* اللحية استغرقه النوم طويلاً طويلاً فلمّا أن أفاق اكتشف في المرآة المقعّرة أنّ لحيةً طويلةً – دون أن تستأذنه – قد اتخذت لها فجأةً من ذقنه مقرّاً فاعشوشب ما كان منه قاعاً صفصفا.. فوجد نفسه على حين غفلةٍ في زمرة الملتحين دون اختيارٍ من لدنه..! أنْ يكون «ملاكاً كريماً» أو «شيطانا رجيماً» بات أمراً يتوقّف على «مزاجيته» في الذهاب إلى صالون الحلاقة مِن عدمه.
* فياجرا اختلس النظر إلى ساعته التي تزين معصمه بقي ساعة إلا ربع على الموعد الذي ضربه مع «مأذون الأنكحة» الذي لم يأتِ بعد.. مضى الربع تبقّى ساعة.. أوشكت الساعة أن تنصرّم.. قلبه يخفق فيما يده تعبث بشيءٍ آخر.. ليزدرد «حبّة أخرى» قال ذلك يُخاطب نفسه.. فتذكّر حينها الصيدلي وهو يُحذره «قلبك ما يحتملش اوع تأكل حبّة تانية إلا بعد شهر من الآن».. ماذا يفعل إذن؟! اضطر للانتظار.. جاء المأذون من أقصى المدينة يلهث لكن الوقت كان أسبق.. ألغى مشروع «زواج المسيار» لا حلّ لمثل هذه الأزمة – يُحدّث نفسه – إلا أن أكون من الغد «مأذون أنكحة» فأملك إذ ذاك (الزند والفتيلة).
* الحُلم الممنوع ثمة جناحان نبتا لي فحرّضاني على الطيران.. لم تخذلني تلك الأجنحة عن أن أطير فالموسم كان يُغري بالهجرة نحو القصر المنيف الذي كُنّا نبصره عن بعد غير أنّنا لم نكن نعرف كيف يمكن الوصول إليه.. وبإغراءٍ من الأجنحة هبطت في فنائه فاكتشفت بعد أن تأملت حجراته وتحسست بيديَّ البئر التي تتوسط الفناء تأكد لي أنّه هو ذات المكان الذي حدّثني عنه – قبلاً – والدي روايةً عن جدّه بأنّه كان قصراً تملكه عائلتنا – رأيتني فيما يرى النائم – أستعيد غرفتي وخزينة ملابسي وكتبي وفي الأثناء التي أقلّب فيها عن ممتلكاتي ظهر لي جدّي الأكبر ثم ما لبث أن ربت على كتفي مبتسماً لي ثم قال: يظهر لي – أيها الحفيد – أنّك لم تقرأ «أذكار النوم» حينها أفقت وإذ بي أفترش الأرض مع إخوتي بغرفةٍ نتكدّس فيها سبعتُنا وثامنُنا «الشيطان» المسؤول عن أضغاث أحلامنا!!
تلفت عن يساري ثلاثاً وتعوذت بالله من شياطين الإنس والجن معا.. انقلبتُ على جهتي اليُمنى فنمت حتى مطلع الفجر. وفي الصباح لم أجرؤ أن أقصّ حلمي على أحد فأنا «أخاف» تأويلاً ينتهي بي إلى ما لا أحب.
صاحبي الذي أغرقته الديون «صالح» لثقته المفرطة بي كان أكثر مني جرأةً حيث قصّ عليّ منتشياً حُلمه الذي جاء على نحو ما كنت قد رأيت في منامي! علمنا بعد سنوات أن أهل القرية كلّهم قد رأوا ذات المنام في نفس الليلة التي رأيت فيها حلمي غير أنهم كانوا مثلي لا جُرأة لديهم فظلّت أحلامهم حبيسة صدورهم.
نقلا عن "الشرق"

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up