(المُتفائلون) أكثر عرضة للاكتئاب !؟
على عكس ما نتوقع .. أن أكثر من ينتابهم الحزن ويُصابون بالاكتئاب لا بل والأمراض المُزمنة وربما (الجلطات) هم الأكثر تفاؤلاً وذلك نتيجة وقع "الصدمات" المُفاجئة عليهم ولعدم تهيئة أنفسهم (نفسياً، فسيولوجياً) مسبقاً الأمر الذي يعود عليهم بالأضرار النفسية والعضوية .. هذه ليست دعوة للتشاؤم والنظرة السوداوية للأمور كما قد يتصور البعض بل نحسبها أسلوباً وقائياً واحترازياً ولنقل صمام أمان ضد ما قد يواجهه الفرد من عثرات وخيبات في مجمل حياته اليومية .. لا يختلف اثنان بأن التفاؤل والتطلع للأفضل أمر صحي ومطلب أساسي بوصفه إنزيم العطاء والتفاعل لكن يجب أن يرافقه شيء من توقع الأسوأ والاستعداد له أو إن صح التعبير هو بمثابة (كبسولة) حاضرة عند اللزوم، وهذا يخفف من وطأة الصدمة ويجعل الفرد يتماهى ويتكيف معها في حال حدوثها .. بالمناسبة أعرف شخصاً تغشاه البهجة والابتسامة لا تُبارح محياه رغم ما واجهه من مُنغصات وأزمات فسألته عن سر سعادته فقال: أسعد بكل مباهج الحياة لكنني وفي الحين ذاته أعد العدة وأستعد لمواجهة ما هو سيء .. يبقى القول: السعادة الحقيقية ليست فحسب بالتفاؤل وتمنية النفس بالحصول على الأفضل بل وجنباً إلي جنب الرضا و( توقع) السيء والتعايش معه وبأقل التداعيات والأضرار.
لا يوجد تعليقات