رئيس التحرير : مشعل العريفي

انتهى زمن «هواش الإعلاميين»!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تقسمنا أحيانا وجهات نظر حينما تتأملها وتمعن التفكير فيها، تسأل نفسك أكثر من سؤال، وتفترض عدة إجابات، وفي النهاية تقول هل يُ عقل مثل هذه تأخذ منا كل هذا الوقت وهذا الانفعال؟ • كان يكثر الزملاء من الركض خلف هوامش جدلية إن مررتها مشكلة، وإن شاركت فيها مشكلة، وفي كل الحالات هي من الأساسيات عند من يبحث عن الضحك على حساب الإعلام وصراعات الإعلاميين! • تلك حالة لا يمكن إدراجها تحت أي مسمى له علاقة بالنقد بقدر ما هي «فوضى»، وإن أوغلت في تفسيرها أكثر ربما أقول مصطلحا لا يمرره الرقيب، مع أنني أملك رقيبا ذاتيا يحرضني أن أقولها والرزق على الله! • القضية ليست في سوء لفظ بل في تفاهة ما كان يناقش تحت ذريعة «الجمهور عاوز كدا»، وهذا المصطلح أفسد علينا كثيرا من الأمور (ًفنا وشعرا ونثرا) مع أن الجمهور أوعى من ذلك بكثير. • عشاق «هواش أو هوشة الصحفيين»، أبدوا تذمرهم وامتعاضهم من الهدوء والاتزان الذي بدأ يسيطر على البرامج الرياضية، وليس طبعا ً قصورا في وعيهم بقدر ما كان ذاك الصراع يمثل لهم حفلة خاصة يتم عبرها الضحك ببلاش، لاسيما أن هناك أزمة ضحك هذه الأيام، سببها ظروف الحياة وانشغال عادل إمام عن المسرح بمسلسلات رمضان. • جميل أن تبدي رأيك في أي قضية طالما تملك رأيا مقنعا وجميلا، إن نختلف في حواراتنا خلاف النبلاء، والأجمل أن نختار عباراتنا برقي بعيدا عن الإسقاطات على الأندية، وعلى إدارة الأندية لكي نعيد استرداد الثقة أو جزءا منها لأن استردادها بالمطلق يحتاج إلى وقت. • في ما مضى لم يكن لدينا وقت ندقق في السؤال قبل الإجابة بقدر ما كنا نستعجل الدور لكي نرد على ما قال ذاك الزميل الذي لا يحب نادينا وعندها «خذ من الردح» فهل تريدون ذاك الزمن الأغبر يعود.. • وأسميه «أغبر»، لأنه فعلا «أغبر»، وأن أردتم الحقيقة «أسود» كان فيه أحيانا في الفواصل التي يطلبها المذيع قسرا ضارب ومضروب، ويمتد الشجار إلى خارج الاستديو على مواضيع تافهة جدا شعارها نادينا وناديكم، ومن كرس لهذا الفكر مجلس خالد جاسم، الذي هو أحد بروتوكولات عزمي في المنطقة، ففي ذلك المجلس الشغل كان جامدا على إعلامنا وأنديتنا، وامتد ذاك الشغل إلى برامجنا، التي أتمنى أن تتعافى منه أو هي في طريقها للتعافي، وإن كان يحتاج أيضا هذا التعافي إلى وقت. وفي جانب آخر من معادلة شجارنا وهواشنا وصراخنا مجاملة بعض الأندية ومحاباتها بشكل فاضح، ولم نكن كإعلام على قلب رجل واحد لتصحيح الوضع بقدر ما كنا مختلفين حسب النادي المستفيد والمتضرر، فريق يدافع وفريق يهاجم، وبين الدفاع والهجوم تضيع الحقيقة وتتسع دائرة الصراخ. • الأسوأ من كل هذا أن الأندية كانت مخترقة الإعلام من خلال هبات وأشياء أخرى، وباتت الكثير من البرامج موجهة تنفذ ما يطلبه الرئيس أو عضو الشرف، وتم في فترة من الفترات تشكيل منصات إعلامية تحت أمر فلان وفلان لدرجة أن فلانا وفلانا يحددون من يظهر ومن يبعد من البرامج، وفي الملفات ما يندى لها الجبين! • اليوم لا مجال للمزايدات على أحد، نحن أمام واقع جديد يجب أن نقدم من خلاله الإعلام بصورة تجعله شريكا في خدمة رياضة الوطن، ولا أقول نتخلى عن دعم أنديتنا المفضلة، فهي المكون الأساسي للرياضة في السعودية، ولكن دون المساس بالثوابت، وأولها احترام كل الأندية.
نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up