رئيس التحرير : مشعل العريفي

اِنفصال كاليفورنيا عن أمريكا مع تحيات ... روسيا!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد -24- جورج عيسى :عدّد الباحث كايسي ميشال سلسلة من المسائل الجيوسياسية التي أعادها إلى الواجهة فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، بدءاً بالاسقرار في أوكرانيا ودول البلطيق مروراً بالعلاقات الأمنية بين أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية، وصولاً إلى اتفاق الشراكة الأطلسية وغيرها.
احتمال انفصال كاليفورنيا تعادل حظوظه نجاح ترامب في إعادة توحيد سلمي لشبه الجزيرة الكورية لكن بالعودة إلى أمريكا نفسها، أثار فوز ترامب مسألة تتعلق بالسيادة الأمريكية، وهي مرتبطة بالمطالبة بانفصال ولاية كاليفورنيا عن أمريكا والتي باتت معروفة بال "كاليكزيت".
لكن من جهته، يؤكد ميشال في مجلة ذا ديبلومات الأمريكية، أن احتمال انفصال كاليفورنيا تعادل حظوظه نجاح ترامب في إعادة توحيد سلمي لشبه الجزيرة الكورية. ويشير الباحث إلى أن البنى التحتية التي تدفع حركة الانفصال داخل كاليفورنيا "تبهت" مقارنة مع ولايات أخرى وخصوصاً تكساس. فبعكس الأخيرة التي تلقت اعترافاً بها خلال أواسط القرن التاسع عشر من بريطانيا وفرنسا وبعض الدول الأخرى، لم تتلقّ كاليفورنيا اعترافاً كهذا.
سلسلة روابط خارجية ويسترسل ميشال في الحديث عن الجهة التي تقف وراء هذا المطلب، خصوصاً مع ادّعائها بأنها حركة داخلية المنشأ، ليتبين أنها تحافظ على سلسلة من الروابط الخارجية يمكن أن تحجب عملية استمرار تلك الحركة. فالمنظمة الأولى التي تتصدّر التحركات هي "نعم كاليفورنيا" ومقرّها في الولاية نفسها. مع ذلك، إنّ الذي يرأس الحركة، لويس مارينيللي أمضى بضع سنوات في كاليفورنيا ويقول الآن إنه يعيش في روسيا.
"لم يعد بإمكاني العيش تحت العلم الأمريكي" وبعد إشارة الباحث إلى عدم إجابة مارينيللي و"نعم كاليفورنيا" على أسئلة ذا ديبلومات، لفت النظر إلى أن رئيس المنظمة عاش فقط سنوات معدودة في الولاية قبل أن يتوجه إلى روسيا. وقال مارينيللي لقناة روسيا اليوم: "لم يعد بإمكاني بعد اليوم أن أعيش تحت العلم الأمريكي". وأضاف للقناة نفسها أنه يتوقع من روسيا دعماً لتحركه، مقارناً احتمال انفصال ولاية كاليفورنيا بنجاح روسيا في ضمّ القرم. كما طالب أن تفتتح الولاية سفارتها الأولى في روسيا. وكتب الباحث أيضاً عن أحد الممولين المحتملين الرئيسيين للحركة وهو شيرفين بيشفار الذي التقى الرئيس الروسي وتلقى وعوداً بتمويل المشروع.
مؤتمر انفصالي موّله الكرملين لكنّ المسألة بالنسبة إلى ميشال، لا تكمن فقط في كون رئيس حملة الانفصال يسكن في دولة تتهمها أعداد لا تعد ولا تحصى من وكالات الاستخبارات الأمريكية بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. فقد انضمّ مارينيللي إلى مؤتمر انفصالي في موسكو تمّ تمويله جزئياً من الكرملين. وانضمّ إليه أيضاً ممثلون عن حركات انفصالية في تكساس وبورتوريكو وهاواي، والتقط بعض منهم صوراً في الساحة الحمراء. مارينيللي تحدّث عن قضيته أمام الروس ثمّ غرّد في حسابه عبر تويتر لاحقاً أنّه يؤيد السلام مع روسيا.
الجميع يستخدم الجميع ودافع مارينيللي عن أفكاره وقربه من الروس بالقول: "إنّ الجميع يستخدم الجميع". وفي مقابلة مع موقع بيزنس إنسايدر يقول الأخير إنّ حركته لديها النية في العمل مع جميع الشركاء المحتملين: "لذلك لا نملك مشكلة بوجودي في روسيا، مثلاً، أو التوقيع على اتفاق مع مجموعة في روسيا". لكنّ ميشال أوضح أن مجموعات اِنفصالية أخرى في كاليفورنيا انتقدت مارينيللي لعلاقته بروسيا.
وأكّد الباحث مجدداً الاحتمال الذي لا يُذكر في نجاح مارينيللي بقيادة كاليفورنيا إلى الانفصال. ورأى أن لا سبب للاعتقاد بأن الكرملين يؤدي دوراً مباشراً في دعم جهود نعم كاليفورنيا. غير أنّ ميشال يضيف أنّه بالنظر إلى تمويل الكرملين لمناسبات تجمع هؤلاء الذين يرغبون في تمزيق الولايات المتحدة – بدون التطرق إلى تاريخ مارينيللي الشخصي - فإنّ المشهد الاحتفالي بتوجّه نعم كاليفورنيا نحو الاستقلال هو أكثر قتامة وأكثر غرابة ممّا أراده حتى منظمو المناسبات أنفسهم.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up