رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د. فهد العتيبي
د. فهد العتيبي

بايدن والسعودية والحل السلمي في اليمن

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

انطلقت عمليات التحالف العربي في اليمن من هدف واحد وهو تلبية لدعوة الحكومة اليمنية الشرعية ضد الانقلاب الحوثي، ولم تكن المملكة وهي تقود هذا التحالف لتتأخر عن التزاماتها تجاه جيرانها، لاسيما تلك الالتزامات الهادفة إلى تعزيز استقرار ورخاء هذه الدول المجاورة، ولم تكن العمليات العسكرية التي يقودها التحالف العربي هي المساهمة الوحيدة لإعادة الشرعية لليمن والحفاظ على أرضه ومكتسباته، بل كان هناك الكثير من أوجه الدعم الأخرى سواء السياسية والدبلوماسية منها أو اللوجستية والاقتصادية والتي تتم عن طريق مركز الملك سلمان.
وطوال مدة هذه الحرب ضد جماعة الحوثي الإرهابية والمملكة تدعو إلى الحلول السلمية التي تكفل لليمن الشقيق وسكانه حقوقهم في العيش بأمن وكرامة وعلى رأس هذه الحقوق عودة حكومته الشرعية وممارسة صلاحياتها على أرض اليمن، ولكن هذه الجماعة الارهابية أبت إلا أن تستمر في إرهابها ليس ضد اليمن فحسب، بل وضد المملكة عندما وجهت صواريخها وطائراتها الموجهة تجاه الأراضي السعودية، ومع أن أجهزة الدفاع الجوي السعودي قد أحبطت كل هذه المحاولات وجعلتها مثار تندر بين الناس، إلا أن مجرد إطلاق هذه الصواريخ والطائرات تجاه المملكة التي تمثل قلب العالمين العربي والإسلامي كفيل بالتعرية الكاملة لهذه المنظمة الإرهابية، لا سيما عندما توجه هذه الأسلحة تجاه مكة المكرمة.
وقد جاء موقف الرئيس الأميركي جون بايدن الأخير بدعوته لحل سلمي في اليمن متسقاً مع موقف الرياض الواضح والثابت والذي يتجه دائماً نحو الحلول السلمية وتعزيزها وتغليبها على غيرها من الخيارات، والمتابع لطرح الحكومة الأميركية الأخير حول اليمن يجد أن إدارة بايدن أكدت على التحالف الإستراتيجية والتاريخي بين أميركا والمملكة، وهو التحالف الذي يوفر للمنطقة العيش بسلام، ويحارب الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله، كما أكدت الإدارة الأميركية التزامها بأمن المملكة الذي هو في النهاية جزء مهم من الأمن العالمي لاسيما وأن هذه المنطقة حيوية جداً من الناحية الاقتصادية وتهديد الحوثي وغيره من المليشيات الإيرانية لا يشكل فقط تهديدا للمنطقة بل وللنظام العالمي. لقد رحبت المملكة بتوجه الحكومة الأمريكية الذي يعبر عن توجه الحكومة السعودية، ولكن نجد الميليشيا الحوثية تتهرب وتضع العديد من العراقيل في طريق الحل السلمي، فكأن هذه الميليشيا تأبى إلا أن تعري نفسها في كل موقف! نقلاً عن الرياض

arrow up