رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د.بدر بن سعود ال سعود
د.بدر بن سعود ال سعود

العملاق السعودي في عامه التسعين

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

احتفل السعوديون يوم أمس "الأربعاء" باليوم الوطني التسعين، والذي يؤرخ لأول وحدة عربية في التاريخ الحديث، وهو إنجاز فارع لا يشبه إلا نفسه، ولعله في هذه السنة يأتي في ظروف مختلفة مع جائحة كورونا، وفي هذا خصوصية يصعب تكرارها، وقد جاء الاحتفال بالمنجز الوطني بعد نجاح الحج الاستثنائي للمواطنين والمقيمين في الداخل، وبعد تجربة سعودية في مواجهة كورونا كانت محل تقدير المجتمع الدولي، وفي فترة رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، وما قدمته من صورة إيجابية لواقع الدولة السعودية، وأدوارها القيادية الناضجة والمتوازنة في المجالات المختلفة.
المملكة تمثل التوازن الإقليمي والثابت الوحيد في مشهد الارتباك العربي، والذي استبدت به الهواجس الأمنية والأيدولوجية والسياسية، وأصبح رديئاً ومتواطئاً بامتياز إلا من استثناءات محدودة، وقد انتقل الإنسان السعودي من زمن التطرف الديني، إلى رحاب المجتمع الطبيعي المتصالح مع نفسه ومع جيرانه، وأسهم في ذلك بشكل أساسي القرارات الجريئة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان وفريقه الذي جمع بين حماسة الشباب وحكمة الشيوخ، بدعم ومباركة من والد السعوديين الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
تسمية المملكة بعملاق الشرق الأوسط لم تأتِ من فراغ، فالنموذج السعودي لا ينافس إلا ليتفوق ويطور تجربته الخاصة، ويعتبر الفاعل السياسي والاقتصادي الأضحم في المنطقة، فقد حقق أفضل أداء في النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي، في السنة الحالية، وجلس على المقعد الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والسعودية الجديدة لا تفكر بعقلها النفطي القديم، وإنما تهتم بما بعد النفط والتقنية والابتكار وتنويع مصادر الدخل، وتعمل على تهيئة بيئة استثمارية ضخمة وجاذبة، في نيوم الذكية والقدية التاريخية، وفي العلا والسودة ومشروعات البحر الأحمر، وبما يضمن استثمارات بقيمة ترليوني ريال في العشر السنوات القادمة، بالإضافة لعوائد تصل إلى نصف ترليون ريال، من الصناعات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ونشاط سياحي سيوفر أكثر من مليون فرصة عمل في 2030.
مجلة بيزنس إنسايدر صنفت المملكة من بين العشرة الكبار في قوتها ووزنها العالمي، وذلك بالنظر لقدراتها الاقتصادية وتفوقها العسكري، بجانب نجاحها في تشكيل التحالفات الدولية وتدعيمها، وطريقتها في التعامل مع الأزمات، وتصدر السعوديون قائمة مكونة من 190 دولة في تقرير البنك الدولي لسنة 2020، وذلك في مجال الإصلاحات المؤسسية والهيكيلية وتحسين بيئة الاستثمار، وانخفضت البطالة بين السعوديين بمعدل 12 % رغم كورونا.
يأتي اليوم الوطني والمملكة تعيش أوضاعا صحية بسبب ارتفاع تصنيفها المالي، ولأنها تحتفظ بمدخراتها السائلة في بنوكها المحلية لاستخدامها في الأزمات، ولا تفعل مثل الآخرين وتستثمرها في ودائع خارجية عالية الخطورة، والأهم أنها تواصل تقديم الدروس في أكثر من مجال، وتعيد تأكيد المؤكد، وأنها الأقدر على الاستمرار والتطور، مهما كانت التقلبات الموجودة في محيطها.
نقلا عن الرياض


arrow up