رئيس التحرير : مشعل العريفي

بعد أن تحسست صدرها متحسرة .. "السديري" يكشف قصة الفتاة التي فاجأها خطيبها بسؤال :" صناعي هو أم طبيعي! "

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: قال الكاتب الصحفي مشعل السديري:" هناك أناس ليست لديهم ثقة في أنفسهم من ناحية المظهر، فتجدهم يتبرجلون من مجرد نظرات الآخرين إليهم... فالناس يروننا كما نبدو لأنفسنا"، لافتا:"هذه الثقة يجب أن تكون عقلانية، لأنها إذا زادت على حدها تتحول إلى غرور يدعو إلى السخرية إن الثقة كالدواء تماماً؛ لها حد ومعيار محدد".
الذي على رأسه بطحة ويحسّس عليها
وأضاف السديري في مقال منشور بصحيفة "الشرق الأوسط" تحت عنوان "أسير مرفوع الرأس كالطاووس":"الإنسان المتردد ضعيف الشخصية يصبح مثل الذي "على رأسه بطحة ويحسّس عليها"، بل إنه يصبح كالمريب وكأنه يقول للناس خذوني".
الفتاة تتحسس صدرها متحسرة
وكشف السديري عن قصة الفتاة التي وقفت أمام خزانة ثيابها تنظر إلى نفسها في المرآة، قائلا:"إليكم واقعة تلك الفتاة التي قرأت عنها، وذلك عندما وقفت أمام خزانة ثيابها تنظر إلى نفسها في المرآة، استعداداً للقاء خطيبها، وتناول العشاء معه في مطعم من أرقى مطاعم العاصمة، وكانت أمها تراقبها جالسة على مقربة منها، فرأتها تتحسس صدرها متحسرة وتحدث نفسها قائلة: "آه يا ماما، لو أن صدري لم يكن ضامراً بهذا الشكل".
هذا يا بنيتي ما كانت تضعه لي جدتك
ولفت السديري:"ولم تدعها أمها الحيزبونة تسترسل في الإشفاق على نفسها، بل أخرجت من صندوق الزينة حشايا من القطن كانت تحتفظ بها، وأخذت تحكم وضعها فوق صدر الفتاة، بحيث سدت ذلك النقص الذي سمعتها تشكو منه، ثم أخرجت من صندوق آخر عقداً بديعاً من اللؤلؤ طوقت به عنقها، وقالت لها في هدوء: هذا يا بنيتي ما كانت تضعه لي جدتك".
أصناعي هو أم طبيعي ما أرى؟!
وأردف:"عادت الفتاة إلى البيت عند منتصف الليل بعد أن شيعها خطيبها حتى الباب، وما كادت تأوي إلى غرفتها وتغلق بابها حتى أخذت تجهش بالبكاء، ولما هرعت إليها الأم تسألها عن سبب بكائها، أجابت قائلة: أتدرين ماذا حدث حين جلست وإياه إلى المائدة؟! لقد انحنى نحوي وهو يطيل النظر إلى صدري، ثم قال لي: ما أجملك اليوم، أصناعي هو أم طبيعي ما أرى؟! فلم أستطع الإجابة وبقيت مكتئبة طول السهرة، فابتسمت الأم وربتت على كتفها ملاطفة، وقالت لها: "لماذا لم تقولي له إنها طبيعية؟ إنها لآلئ أصليّة توارثناها في الأسرة منذ أجيال".
لم يخطر ببالي أنه كان يعني عقد اللؤلؤ لا شيئاً آخر
وتابعت السديري:" فكفت الفتاة عن البكاء، وتنفست الصعداء ثم اندفعت تقول: يا الله، لم يخطر ببالي أنه كان يعني عقد اللؤلؤ لا شيئاً آخر، ثم عاودتها الطمأنينة وشاع في وجهها الإشراق والسرور - انتهى".
يا أرض انهدّي محدّش قدّي
واختتم مقاله:" رجال التحري لديهم من الفراسة ما يجعلهم يكتشفون الذي عامل له عملة ويحاول أن يخفيها أو يداريها، وتجدهم منتشرين في المطارات والموانئ وحواجز التفتيش، فأول من يقع في أيديهم هو المهرب زائغ النظرات، ولو أنني كنت مهرباً فمن المشكوك فيه أن يكشفوني، لأنني دائماً أسير وأنا مرفوع الرأس كالطاووس، ولسان حالي يقول:" يا أرض انهدّي محدّش قدّي".

arrow up