رئيس التحرير : مشعل العريفي

توقعت أنه لن يعيش طويلاً … الدكتورة الشقحاء المقاطي ترثي ابنها ضحية البنتلي - فيديو

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد : انتقل أمس الشاب "محمد ناصر الجبلي" البالغ من العمر 28 عامًا إلى رحمة الله تعالى في حادث البنتلي المروِّع الذي وقع عصر الأربعاء الماضي بالرياض لاحقا بوالده العميد ناصر الجبلي بعد 26 يومًا من وفاته و قالت والدته الدكتورة الشقحاء المقاطي أنه كان شاب بار بها و بوالده قبل وفاته وبشقيقاته محافظاً على صلواته و أضافت أنه كان لا يرفض طلبًا لأحد منهم فتوقعت من حسن خلقه وتصرفاته وتعامله مع الجميع أنه لن يعيش طويلاً و قامت برثائه بمقال مؤثر .. فقالت :
كان رحيمًا.. لم أرَ رحمة في أحد مثلما رأيتها فيه.. رحمه الله خير الراحمين. كان طفلاً بعقل شيخ كبير وقور.. لم يجهل يومًا، ولم أره مر بسن المراهقة أبدًا. يعرف طبيعة كل الناس وعقلياتهم ونفسياتهم، ويعامل الجميع بالحسنى. والله ما ذكر لي عن أحد شيئًا إلا ورأيته كما قال. لا يحب الحديث عن الناس، ويكره الغيبة، ويؤثر الصمت، ويكره كثرة الكلام. كان قوله قصيرًا مقتضبًا.. يحب الصلاة، ويحرص عليها من أول الوقت. يوقظني ويوقظ إخوته. لم يتعبني يومًا في إيقاظه؛ كان نومه خفيفًا. مجرد أن أناديه من بعيد يجيب "سمي أبشري" فيرمي لحافه ويأتيني. يحب الفزعة والعون للقريب والبعيد، ويسارع لمساعدة الآخرين. وكنت إذا خفت عليه وقسوت عليه يضحك، ويسرع إلى ضمي وتقبيل يدي، ثم ينزل لقدمي يقبلها، ويقول "وش تبين بس أبشري!بس؟!! ما طلبت شيئًا". وإن اتصلت عليه وطلبت إيصالي لانشغال السائق جاء ملبيًا حتى لو خالف رغبته وهواه، أو كان مع أصدقائه، حتى ولو كان قد عزمهم في مطعم وهم في بداية اجتماعهم، يعتذر ويتركهم، ويأخذني أو أخواته إلى حيث نريد. كان دائمًا ما يفرح إن وجد قدميّ مكشوفتين؛ فيقبلهما ويضمهما. وكلما دخل أو خرج ورآني في استقباله ضمني بقوة إلى صدره، ولربما رفعني عن الأرض وهو يضحك ويقول: يا زينك. أو طرحني وأخذ يقبلني. كان يقفز على أبيه ويقبّل رأسه ويديه، ويضمه إليه إن دخل أو خرج. رحمه الله.. دائم الابتسامة، دائم الضحكة، يمازح أخواته ويلاعبهن، ولم أره يومًا رفض طلبًا لواحدة أو آذاها بقول أو فعل. والله ما تضايقت واحدة منهن منه يومًا أو شكته، بل كان دائم الإحسان إليهن. وكنت أحيانًا أعلم أنه لن يعيش طويلاً؛ فهو ملاك بيننا، وليست هذه داره. والله ما قلت إلا حقًّا، وهذه شخصيته وطريقته على الدوام. ليس بينه وبين والده إلا ستة وعشرون يومًا حتى لحقه للدار الآخرة - جمعهما الله في مستقر رحمته، وأنزلهما الفردوس الأعلى -.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up