رئيس التحرير : مشعل العريفي
 سمر المقرن
سمر المقرن

ثقافة السفر

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

السفر هو فكر وثقافة.. بداية من اختيار المكان والتخطيط للرحلة وتحريك محركات البحث للتعمق في المدينة المراد السفر لها، وصولاً إلى أبسط التفاصيل. من تجاربي الكثيرة في عوالم السفر تعلمت أشياء كثيرة بدءاً من الترتيبات حيث ابتعدت عما يسمى مكاتب السفر والسياحة لأنني تورطت بسببها عدة مرات، كما أنني ابتعدت عن توصيات الآخرين حتى لو كانوا من روّاد المدينة التي أنوي زيارتها، لأنني اكتشفت أن -بعض- الناس قد تزور المدينة عدة مرات لكنها لا تعرف سوى أماكن محدودة، وأتذكر أنني زرت ذات مرة إحدى الدول الأوروبية لأول مرة والتقيت هناك بصديقات يزرنها كل عام في إجازة الصيف على مدى عشر سنوات، وفي تلك الزيارة جعلتهن يكتشفن المدينة وباقي المدن المجاورة، بل إنني اكتشفت أنني أعرف أماكن أكثر من الأماكن التي يعرفنها، وهذا الأمر لا يخص صديقاتي اللواتي قابلتهن في تلك الرحلة فقط، بل هناك كثير من الناس لا يعرفون سوى أماكن محدودة وغالبها هي أماكن ارتياد الشعوب الخليجية. منذ سنوات وأنا أعتمد على نفسي بداية من البحث في المدينة التي سأزورها ومعرفة أهم الأماكن وأفضل مواقع السكن، حيث أبدأ بالبحث في معالم المدينة ومنها أتوسع لمعرفة بقية التفاصيل. من أهم مرتكزات السفر هي الصديق، والرفقة الجميلة، ألاحظ كثيراً وجود أصدقاء لكنهم بعد السفر يتحولون إلى أعداء، بسبب بعض التصرفات التي قد تبدر من أحدهما أو كليهما أثناء الرحلة، لذا أنا من وجهة نظري أنه ليس بالضرورة الصديق الذي تحبه وتنسجم معه وترغب في قضاء وقت طويل معه أن يكون رفيقاً ناجحاً في رحلة السفر، لذا تفسد العلاقة ولا تستمر، وإن كان في هذا جانب إيجابي في اكتشاف الصديق الحقيقي، لكنه أيضاً قد لا يكون صحيحاً.. إن عدم الانسجام في السفر يعني أن هذا الشخص لا يصلح صديقاً، بل قد يكون صديقاً رائعاً لكن احتياجاته في الرحلة تختلف عن احتياجاتك، إلا في حال كشفت الرحلة عن طباع لا تغتفر أو أنانية عارمة وهنا يكون الوضع مختلفاً. بطبعي لا أحب رحلات السفر الارتجالية، إلا في حال كانت رحلة عمل عاجلة أو رحلة قصيرة لتغيير الجو بعد أوقات يكون الشخص فيها بحاجة للتغيير القصير، أما رحلات الصيف وترتيباتها أراها فكر وثقافة تحتاج إلى كثير من الترتيب والتفكير والبحث والتقصي، وإن اكتملت أركان الرحلة لن يعود المسافر وهو يضرب يداً بيد تعبيراً عن شعوره بالضيق سواء من المدينة نفسها أو من عناصر الرحلة التي من المهم أن تكون ممتعة.. إجازة سعيدة وعيد أضحى مبارك عليكم جميعاً. نقلا عن الجزيرة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up