رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

حصيلة المعركة المشرفة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تأتي الحوادث والمصائب أحياناً دون توقع ومن أتفه وأبسط الأسباب، وسوف أستعرض لكم حوادث عدة حصلت فعلاً؛ وذلك لكي يأخذ كل واحد حذره، ومن أراد منكم أن يضرب بنصيحتي الذهبية هذه عرض الحائط «فذنبه على جنبه»، وليتذكرني وهو يهوي بإذن الله ساقطاً في حفرة ليس لها قاع، والآن ندخل في الموضوع: تسبب ديك شارد في حادث مروري أدى إلى تصادم ست عشرة سيارة في محافظة الأحمدي جنوب العاصمة الكويت، وكان قائد إحدى المركبات على إحدى الطرق السريعة قد تفاجأ بالديك يعبر أمامه فحاول تفاديه، لكنه فقد السيطرة على السيارة لترتطم بالحاجز الإسمنتي الفاصل بين الاتجاهين، ولتتوقف سيارته في منتصف الطريق وترتطم بها السيارات الأخرى تباعاً، حيث وصل عدد المركبات التي اصطدم بعضها ببعض ست عشرة سيارة، لكن الحادث لم يسفر عن وفيات، بل أدى إلى تلفيات متفاوتة في المركبات المتصادمة، أما الديك فلم يصب بأي أذى، بل تمكن من عبور الطريق سالماً، حسب إفادة شهود عيان – انتهى. هذه الحادثة قد تكون مقبولة ومهضومة مقارنة بهذه: لقي ثمانية أشخاص مصرعهم كما أصيب 19 آخرون إثر انقلاب حافلة في وسط الصين بعد أن حاول سائقها التقاط تفاحة سقطت من طفل داخلها؛ مما أدى إلى فقده السيطرة عليها، وفقاً لما ذكرته «رويترز». وأضافت الوكالة، أن الحافلة هوت من ارتفاع سبعة أمتار في جدول على جانب طريق في مقاطعة شانغشي النائية والجبلية في إقليم هونان. ونقلت الوكالة عن رجال إنقاذ قولهم: إن التحقيقات المبدئية أظهرت أن الحادث وقع عندما انحنى السائق لالتقاط تفاحة أسقطها طفل عند قدميه – انتهى. كما أن هذا الحادث أيضاً يتواضع مقارنة بما سوف أرويه: ففي دولة أفريقية، وقف الضابط القائد مخاطباً بحماس جنوده المصطفين أمامه، للانطلاق لمهاجمة عصابات المتمردين على الدولة قائلاً لهم قبل أن يركب سيارته الجيب: اتبعوني حيثما توجهت، ولا يحيد أحد منكم عن طريقي، فنحن ذاهبون جميعاً لساحة الشرف. وانطلق هو على رأس الفرقة المقاتلة بسرعة هائلة على طريق جبلية ترابية، وتبعه رتل كبير من عشرات المصفحات وناقلات الجنود، وبينما هو منطلق وإذا به يلمح سلحفاة تريد أن تعبر الطريق، ولكي يتلافاها «حذف» معه «الدركسيون»، وإذا بسيارة الجيب تهوي به من مرتفع شاهق، وتهوي خلفه بالتتابع جميع المركبات وناقلات الجنود، وكان عدد القتلى 34 قتيلاً، وعدد المصابين يقارب مائة مصاب، وتحطمت تقريباً جميعاً المركبات، غير أنه من حسن الحظ أن القائد الشجاع لم يمت، وإنما أصيب إصابات بسيطة، حيث تكسرت جميع أضلاعه، وترقوة واحدة، وتكسرت قدماه الاثنتان. وكانت هذه هي حصيلة المعركة المشرفة.
نقلا عن "الشرق الأوسط"

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up