رئيس التحرير : مشعل العريفي

في حوار صحفي نادر.. الملك عبد العزيز يكشف أسرار خاصة وسبب معركة الحجاز .. وهكذا كان يخاطبه البدو بدون ألقاب

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: أعاد موقع"العربية نت" نشر حديث صحفي نادر للملك عبدالعزيز آل سعود أجراه معه الصحفي المصري محمد شفيق قبل 90 عاماً وكشف خلاله الملك أسرار خاصة وسبب معركة الحجاز كما تضمن الحوار وصف حياة الملك اليومية وبعض صفاته الشخصية .
وقال الصحفي محمد شفيق أفندي، أن الملك عبدالعزيز، كان محبوب من شعبه لا يتوجس خيفة شر من أحد، فلا يهتم كثيرا بملازمة الحرس إياه.ووصفه بأنه كان رجلٌ طويل القامة، ممتلئ الجسد، نحاسي اللون، براق العين، سمح المحيا يضع على عينيه نظارة، وتبدو عليه مخايل الذكاء المفرط, مضيفاً، أن إبهام الملك ، في يده اليسرى، أصيب في إحدى المعارك، برصاصة أثناء الحرب، تركت أثراً ظاهراً فيه وكان يناهز الخمسين عاماً من عمره.
حياة الملك اليومية
وصف “شفيق”، حياة الملك عبدالعزيز اليومية، قائلاً إنه ينهض قبل انبثاق الفجر دون أن يلزم أحداً من خاصته بالنهوض في ذلك الوقت، ويتوضأ ويتلو القرآن، ويؤذن المؤذن لصلاة الفجر، حيث يتوجه الملك لمسجد القصر ويؤدي الصلاة هناك,ويعود الملك إلى ديوانه، ويتناول الفطور مع من يكون حاضراً من أبنائه وأفراد أسرته.
وتابع" شفيق ينتقل الملك عبدالعزيز صباحاً مع طلوع الشمس إلى مكتبه الخاص في ديوانه فيأخذ في مطالعة الرسائل واستعراض القضايا وبحثها، ويبدي رأيه مكتوباً، ويظل كذلك بعد الشروق بساعة، لينتقل بعدها للمجلس في الديوان، ويستقبل من لهم شأن به، ويستمع لهم وقتاً غير قليل,ومن يشاهد الملك عبد العزيز مع البدو حوله يجده واحدا منهم، ويخاطبونه بقولهم: “يا عبد العزيز دون ألقاب أو خوف ووجل".
وأردف "شفيق" "عند الضحى، ينتقل الملك عبدالعزيز إلى قاعة تعرف باسم المجلس الكبير، حيث يجتمع أمراء الأسر من مختلف المناطق، وهناك يستعرض الملك الشؤون العامة ويتحدث في كل المجالات ويناقش الأوضاع.
وتابع "شفيق": "بعد أن ينفض المجلس قبيل الغروب، يذهب الملك للقصر الخاص الذي يقيم فيه والده الشيخ، وبعد أن يقضي الملك عبد العزيز جانباً في حضرة والده، ينتقل إلى زيارة شقيقته نورة التي يجلها". وبعد صلاة العشاء، اعتاد الملك عبد العزيز أن يطوف بموظفي ديوانه، ويستطلع ما لديهم من أعمال، ويزودهم بما يحضر لديه من أفكار وآراء.
أول حديث ملكي
قال "شفيق" أن الملك بدأ حديثه معه قائلاً " ليس عندنا سوى دين واحد ومذهب واحد والجميع يؤدون الصلاة خلف إمام واحد، وهذا ما نشكر الله سبحانه وتعالى عليه. نعم المذاهب أربعة. ولا نجد عندنا إلا ما يقوله المسلم لأخيه المسلم السلام عليكم، وهم مرتبطون جميعا بكلمة التوحيد وعلى هذا الأساس يقوم مُلكنا، والحمد لله”.
واستطرد الملك عبد العزيز في حديثه: “نحن لا نبغي الملك لذاته، فالملك لله الواحد القهار، فوالله وبالله لو أعطينا ممالك الأرض طرا، وأحسسنا أن ببعضها شركاً، لبعدنا عنها بعد السماء عن الأرض”.
معركة الحجاز
وقال "شفيق": "كشف الملك عن أسباب معركة الحجاز قائلاً  " ما كنت أبغى الحرب معهم، لولا أن الشريف حسين هو الذي ألجأنا إلى قتاله بما ارتكبته عصابته في السنوات الأخيرة من سوء معاملة الحجاج ليس النجديين فقط، بل سواهم من أمم الإسلام وقد صبرنا عليه صبرا جميلا وفوضنا أمرنا لله تعالى فما ازدادوا إلا بغيا وعدونا واضطررنا في نهاية صبرنا إلى تسيير جيشنا إلى الحجاز، وإذا سمعت مني كلمة جيش فليس ذلك الجيش إلا البدو البواسل الذين تشاهدهم هنا حولك.
وتابع شفيق " أوضح الملك أنه تم الإبقاء على كبار الموظفين الذين عهد فيهم الصدق والإخلاص وتم استبدال القوانين التي شرعها الشريف باتباع حكم الشرع، كما هو الحال في نجد،  استقبل الناس ما شرعناه لهم بمزيد من الابتهاج .
وأشار "شفيق" إلى أنه التقى الملك عبد العزيز بالرياض وتزامن ذلك مع عودة الملك من الحجاز بعد 3 سنوات قضاها هناك بعد انتصاره في الحرب وكانت الرياض تعم بالأفراح ابتهاجاً بعودته.
 
 

arrow up