رجال الشيطان !

كنت في برشلونة قبل بضعة أسابيع، ومررت وأسرتي بالشارع الذي وقعت فيه حادثة الدهس الإرهابية مرات عديدة، فهو شارع سياحي للمشاة لا يسمح للمرور به سوى لشاحنات بضائع المتاجر الواقعة عليه أو سيارات الخدمات الحكومية، وأغلب سالكيه من السياح نظرا لوقوعه في المركز السياحي التاريخي لبرشلونة!
لوهلة عند سماعي بنبأ الحادثة تخيلت أطفالي وهم خارجون من محل بيع آيسكريم يترددون عليه في ذلك الشارع ليتعرضوا لخطر الموت لأن مجنونا قرر باسم الرب أن الموت رسالته في الحياة، شعرت بمشاعر جميع الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة شاحنة الموت في تلك اللحظات الصادمة، فقد كنت في ذلك المكان وكل ما اختلف هو توقيتي، أما القاتل فلم يهتم لتوقيت أحد، اختار توقيته هو، والقدر وحده من وضع ضحاياه الأبرياء في طريقه بلا ميعاد!
أعرف شعور الضحايا الأبرياء المصدومين في تلك اللحظة العصيبة، لكنني أتمنى أن أعرف شعور القاتل وهو يندفع بشاحنته نحو الأبرياء الغافلين من الأطفال والشيوخ والنساء والرجال وفيهم عرب ومسلمون، يزعم أنه يرتكب جريمته باسم ديانتهم ولأجل استعادة حقوقهم والانتصار لكرامتهم؟!
أي أفكار تدور في عقله وأي عقل يحتويه رأسه وأي جسد إنساني يحمل هذا الرأس، فلا يمكن لأي إنسان سوي أن يقتل نفسا بريئة ما لم يكن مجرما انتزعت الرحمة من قلبه والحكمة من عقله!
هؤلاء الإرهابيون القتلة لا يمكن أن يقاتلوا باسم الله، فالله سبحانه وهب الحياة وحرم سلبها بغير حق، هم في الحقيقة رجال الشيطان ورسل الشر ! نقلا عن عكاظ