رئيس التحرير : مشعل العريفي
 خالد السليمان
خالد السليمان

العمامة الحوثية والثوب القطري!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لم تختر السعودية خوض الحرب ضد الحوثيين في اليمن بل وجدت نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما أن تقف متفرجة على اليمن وهو يتحول إلى منصة صواريخ إيرانية تهدد أمنها وسيادتها، أو أن تتدخل لمنع الحوثي من استيلائه على السلطة واكتساب الشرعية التي ستمنحه بحكم السيادة تقرير علاقاته الخارجية الانضواء تحت الجناح الإيراني، لذلك كان خيار مساندة الشرعية اليمنية أحد أهم القرارات الإستراتيجية التي اتخذتها القيادة السعودية لضمان مستقبل أكثر أمانا لأراضيها وسلامة لشعبها ! كما لم تختر السعودية أن تقطع علاقاتها بدولة ترتبط معها بأوثق الروابط التاريخية والثقافية والوشائج الإنسانية والاجتماعية، بل كانت أكثر الوسائل سلمية للتعامل مع الضرر الذي سببته سياسات مؤذية استمرت ٢٠ عاما، بعد أن استنفدت جميع الوسائل الدبلوماسية ومعاتبة ما وراء الستار، فالتآمر لتقسيم البلاد ودعم معارضيها والتخطيط لاغتيال ملكها، من الأعمال العدوانية التي تسببت عبر التاريخ في نشوب الحروب، لكن السعودية ومن موقع الشقيقة الكبرى اختارت أن تكون رسالتها سياسية سلمية، وفي إطار يسمح بمراجعة النفس واستدراك الخطأ وطلب الغفران واستعادة مشاعر الأخوة والمودة عندما تثوب العقول إلى رشدها أو يقول الشعب القطري كلمته في تصويب انحراف سلطته ! في الحقيقة لم تكن السعودية لتسمح باستنساخ حزب الله اللبناني في اليمن ليصبح اليمن خنجرا مغروسا في خاصرتها، ولم تكن لتسمح لسلطة مصابة بانفصام الشخصية وتورم العظمة المزيف في قطر بأن تمارس سياسة حب الخشوم في العلن والإيذاء في الخفاء، فاختارت أن تضع الجميع أمام مسؤوليات أفعالهم ! وإذا كانت أبواب الحلول في الرياض فإن مفاتيحها بأيدي الحوثيين وسلطة قطر، ففي اليمن يحتاج الحوثيون لخلع العمامة الإيرانية، أما في قطر فلحسن حظ السلطة أن الحل لن يكلفها سوى أن تخلع ثوبها الوسيع وترتدي ثوبا على مقاسها!
نقلا عن عكاظ

arrow up