رئيس التحرير : مشعل العريفي

القتيل (البايت) أرحم من القتيل (الطازج).. خلف الحربي يلخص حال لبنان في قصة مثيرة بكتاب "حيص بيص"!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد : علق الكاتب "خلف الحربي" على سلام الراسي الأديب لبناني خفيف الظل قائلا ولد في مطلع القرن الماضي عرف بجمعه للتراث الشعبي اللبناني من أمثال وحكايات ريفية، ومن بين إصداراته كتاب اسمه (حيص بيص) جمع فيه بعض القصص الشعبية والحكايات الطريفة استخرجته من أعماق مكتبتي ليكون رفيقي في رحلة قصيرة بالطائرة.
قصة مبكية مضحكة
وقال الحربي" في مقاله المنشور في صحيفة "عكاظ" تحت عنوان "لبنان ونظرية حيص بيص" في إحدى صفحات الكتاب الخفيف الطريف يروي المؤلف قصة مضحكة مبكية حين كانت الحرب الأهلية اللبنانية في أقصى درجات وحشيتها، إذ ركب سيارة التاكسي العشوائي الذي يسميه اللبنانيون (سيرفيس) وهي سيارة أجرة تحمل كل من يصادفها في الطريق في مقابل مبلغ أقل من أجرة التاكسي الخصوصي المعروف، ولأن من طبائع اللبنانيين حب الحياة مهما كانت مرارة الأحداث فقد كان (السيرفيس) أشبه بالصالون المتنقل الذي يحتوي نقاشاتهم وحكاياتهم مهما اختلفت مذاهبهم وأعراقهم.
قصة جمع الجثث
وأضاف "الحربي" قائلا :نعود إلى سلام الراسي الذي نقل عن أحد الركاب الذين يشاركونه المقعد حكاية ملخصها أن هذا الرجل انتظر حتى خفت حدة القتال في الشوارع فنزل مع بعض رفاقه يجمعون جثث القتلى فالتقطوا ثماني جثث حتى امتلأ صندوق السيارة فظهرت لهم امرأة تصيح من شباك بيتها وتستنجد بهم كي يأخذوا جثة زوجها، فقالوا إن السيارة ممتلئة عن آخرها فتوسلت لهم مساعدتها لأن زوجها مقتول منذ 3 أيام ورائحة جثته نتنة ولا يوجد من يساعدها في نقل الجثة.
قتيل بايت بطازج
وأبان "الحربي" على أنه بدأ الرجال يفكرون في حل لمشكلة هذه المرأة المسكينة حتى توصل صاحبنا إلى الحل الذهبي، إذ أنزلوا جثة من السيارة وأعطوها المرأة وأخذوا جثة زوجها بدلا منها، هنا صرخ سلام الراسي في وجه صاحب الحكاية: يا ويلكم من الله كل مافي الأمر أنكم أبدلتم قتيلا بقتيل، فأجاب الرجل: سلامة معرفتك أبدلنا قتيلا (بايت) بقتيل (طازج)!.
لبنان تحت الإقامة الجبرية
واختتم "الحربي" مقالته قائلا :هذا هو حال لبنان مع سعد الحريري واستقالته وبقائه في السعودية أو عودته إلى لبنان أو ذهابه إلى فرنسا، هروب جماعي من المشكلة الحقيقية الدائمة إلى المشكلة المفتعلة المؤقتة، فكل عاقل يعرف أن لبنان كله تحت الإقامة الجبرية منذ عدة سنوات، وحزب الله وحده هو من يحدد مساحة الحركة لكل شيء: الجمهورية، السيادة، الديموقراطية، الأمن، الحرب والسلم، ولكن قسما لا بأس به يفضل الهروب إلى المشاكل المؤقتة باعتبار أن القتيل (البايت) أرحم من القتيل (الطازج).. إنها فرصة اللبنانيين التاريخية للتخلص من حزب الله الذي اختطف بلدهم العظيم وأدخلهم في صراعات وحروب لا ناقة لهم ولا جمل فيها، إذ توفرت الإرادة الدولية والعربية في القضاء على هذا الحزب الإرهابي فهل يستمرون في المناورة ويبقون على حالهم يستبدلون القتلى القدماء بالقتلى الجدد؟!.

arrow up