رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د. زهير الحارثي
د. زهير الحارثي

قمة G20.. قصة الحضور وأشياء أخرى

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

حضور ولي العهد اللافت في القمة خطف الأضواء وجذب انتباه المتابعين وظل محل متابعة الإعلاميين وملاحقة فلاشات الكاميرات والتقى بالزعماء والرؤساء، فكان تواجده وتفاعله يليق بمكانة بلاده فضلاً عن شخصيته التي فرضت احترامها على الجميع..
قمة مجموعة العشرين التي استضافتها العاصمة بوينس آيرس هي الأولى في تاريخ قارة أميركا الجنوبية والقمة الثانية عشرة في تاريخ قمم المجموعة. عنوان القمة يجسد واقع الحال الذي يعيشه العالم. اتفق الجميع على ضرورة الحوارات المركزة والنقاشات لحل الخلافات للوصول لمستقبل مشرق للبشرية وهذا يعني تنمية منصفة ومستدامة.
حدوث اختلاف وجهات النظر أمر طبيعي في مجموعة العشرين والحل لا يعني بالضرورة الافتراق ما بين أوروبا أو الصين وأميركا أو تشكيل نظام اقتصادي جديد بل التمسك بالتعاون بين الدول لأجل الحفاظ على استدامة كوكبنا. دول المجموعة اتفقت على الالتزام بإصلاح منظمة التجارة العالمية، وهذا يؤكد أهمية التوافق كسمة لطبيعة التعاون ما بين الدول الأعضاء والقمة جوهرها يكمن في -كما قال الرئيس الأرجنتيني- احترام الاختلافات وتعزيز الحوار.
قبل انعقاد هذه القمة سمعنا كلاماً كثيراً وتعليقات وقرأنا تصريحات من أطراف وجهات لها مواقف معروفة من المملكة وقيادتها مواقف ومررنا عليها مرور الكرام، غير أن الرد جاء من بيونس آيرس حيث اُستقبل ولي العهد بحفاوة وكان محل ترحيب الحاضرين. صفعة تلقاها أولئك المتربصون، بدليل أن حضور الأمير اللافت خطف الأضواء وجذب انتباه المتابعين وظل محل متابعة الإعلاميين وملاحقة فلاشات الكاميرات والتقى بالزعماء والرؤساء فكان تواجده وتفاعله يليق بمكانة بلاده فضلاً عن شخصيته التي فرضت احترامها على الجميع.
عضوية السعودية في مجموعة العشرين ومشاركتها في القمة يعكس اعترافاً بدورها وأهمية مشاركتها في وضع سياسات وصياغات اقتصادية مؤثرة ما يعزز من مساهمتها في منظومة الاقتصاد العالمي، فاقتصادها يُعد الأكبر عربياً وفي منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن سياساتها البترولية التي تدفع باتجاه استقرار الأسواق.
عندما نشأت مجموعة الثماني مكونة من أهم ثماني دول صناعية كبرى في العالم، كانت بذلك تسعى لتنسيق جهودها من أجل خدمة مصالحها المشتركة، غير أنها أدركت لاحقاً أنها بحاجة إلى مقومات دول أخرى لدعم خططها في التعاطي مع الأزمات الاقتصادية.
عام 1999م قامت بتوسيع العضوية لدول أخرى لها إمكانات اقتصادية وتمثل في ذات الوقت القارات التي تنتمي إليها، لا سيما وأن ضراوة التحديات الاقتصادية استدعت ضرورة تفعيل التعاون الدولي ودعمه من قبل الدول الأهم اقتصادياً، للعمل على استتباب الاستقرار المالي الدولي، وتكريس التفاهم والحوار بين البلدان الصناعية والبلدان النامية بما يخدم التنمية المستدامة في العالم، ويجنب اقتصاداته الكساد والاضطرابات المفاجئة.
المجموعة بدأت بعقد مؤتمراتها بحضور رؤساء الدول الأعضاء مرة كل سنتين بدءاً من 2008. كما أن لبرلماناتها أيضاً اجتماعات سنوية. قمة العشرين هذا العام اقتصادية وبامتياز ومع ذلك ليس بمقدورها أن تنسلخ عن الفضاء السياسي.
ورغم أن مناخ المؤتمر شهد عودة الحرب الباردة بين القطبين لا سيما بعد الأحداث الأخيرة بين موسكو وأوكرانيا إلا أن التعاون ما بين موسكو وواشنطن ما زال يمثل حاجة دولية. على أي حال، وباء السياسة طبيعي أن يهيمن على مجرى الأحداث، رغم أن المناسبة ينصب دورها في مناقشة هموم الاقتصاد العالمي وردم الفجوة ما بين الأغنياء والفقراء وتوسيع حرية التجارة العالمية رغم الحمائية. هناك اعتراف بفشل منظمة التجارة العالمية في تحقيق أهدافها، وأكد الأعضاء عدا أميركا على الالتزام باتفاق باريس للمناخ وأيضاً العناية بملف تمكين المرأة.
تزامنت القمة مع احتجاجات واسعة فكانت رسالة غضب من الرأسمالية وموجهة للحكومات. ومع ذلك ظلت السياسات مرسومة وما زال النظام الرأسمالي مستمراً رغم الاعتراضات والانتقادات. هم يعلمون أنه لا يمكن إلغاء العولمة ولكنهم يفضلون التقليل من سلبياتها عبر تخفيض منسوب الفارق الطبقي ومساعدة الدول الفقيرة بإلغاء ديونها وتكريس مفهوم العدالة.
ليس جديداً أن دول العشرين لم تلتزم بتنفيذ التوصيات السابقة وما زالت هوة العدالة الاجتماعية ما بين الشمال والجنوب قائمة ودعم الدول النامية ما زال ضعيفاً، ولذا كيف يمكن خلق مناخات ثقة لنظام الاقتصاد العالمي ودول العشرين لم تستطع الوصول إلى توافق ووضع حد للخلافات بما في ذلك صياغة البيان الختامي؟! سؤال يبحث عن إجابة.
نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up