رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د.بدر بن سعود ال سعود
د.بدر بن سعود ال سعود

ريادة سعودية اسمها غلوبال إي

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

يقول سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بأن الفساد استهلك ما بين 5 % إلى 15 % من ميزانية الدولة، وأن مواجهته خلال الثلاث سنوات الماضية، حققت ما يقرب من مئتين وخمسين مليار ريال سعودي أو ما يعادل ستة وستين مليار دولار، وبما نسبته 20 % من إجمالي الإيرادات غير النفطية، وهذا الرقم الكبير يعظم من فوائد استرجاع أموال الفساد على المستوى الدولي، خصوصاً وأن خسائره السنوية على مستوى العالم تقدر بثلاثة تريليونات ونصف التريليون دولار.
قبل أيام أطلقت الأمم المتحدة مبادرة الرياض المعروفة باسم غلوب إي، التي تم اقتراحها من قبل هيئة الرقابة ومكافحة الفساد السعودية، وكان ذلك في فترة رئاسة المملكة لقمة العشرين، والمبادرة عبارة عن شبكة عمليات عالمية بين سلطات مكافحة الفساد، وسيكون استخدامها في التواصل وتبادل المعلومات والبيانات والخبرات والموارد، بالاضافة لتنمية وبناء قدرات منسوبي أجهزة مكافحة الفساد المشاركة في الشبكة الدولية.
المبادرة تأتي بمثابة تدويل لتجربة المملكة الناجحة في مكافحة الفساد، وتمثل محاولة جادة لتحقيق تعاون دولي يؤثر بشكل إيجابي على الاقتصاد العالمي والتنمية المستدامة في كل دولة، وقد تمت دراستها من قبل أكثر من 25 منظمة دولية، علاوة على خبراء من 120 دولة، وحضر اجتماع الموافقة عليها في فيينا 30 دولة، وسيقوم بتنفيذها مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، وقد دُعمت سعودياً بمبلغ عشرة ملايين دولار، وبطبيعة الحال لا تتوقف المسألة عند الأمور المالية، فلا بد من وجود مساهمات فنية وتبادل للمعلومات والمعارف والبرامج التدريبية، وبما يسهم في إيجاد منظومة دولية فاعلة لمحاربة الفساد.
مكافحة الفساد لا يمكن أن تحقق أهدافها ما لم يمارس المجتمع الدولي دوره كاملاً، فهذا النوع من الجرائم عابر للحدود، والمتورطون فيه ينقلون الأموال المنهوبة إلى ملاذات آمنة، أو يشترون جوازات من دول أوروبية صغيرة مقابل الاستثمار في أراضيها، وقد انتقدت منظمتا الشفافية الدولية وغلوبال ويتنس هذه الممارسات، واعتبرت أنها تمكن أرباب الفساد والجريمة من اللجوء السهل لأوروبا، وذلك بالاستفادة من التأشيرت الذهبية غير المراقبة بعناية، وكلاهما سيكون محل اهتمام الشبكة الجديدة.
أول جريمة فساد موثقة وقعت في اليونان القديمة، وتحديداً قبل ثلاثة آلاف وأربع مئة سنة، وكانت عبارة عن رشوة قدمتها عائلة يونانية غنية لكاهنات معبد، وفي الوقت الحالي ووفق إحصاءات منظمة الشفافية الدولية لسنة 2017، فإن ثلاثة أرباع سكان بنغلاديش ونصف الشعب الهندي دفعوا رشاوى لتمكينهم من الحصول على خدمات عامة، ومكافحة الفساد تسهم في وصول المساعدات والمواد الإغاثية لمستحقيها، وفي زيادة مداخيل الأفراد، وفي نمو قطاع الأعمال، وفي زيادة الاستثمارات الأجنبية، وفي قراءة أفضل للمؤشرات الاجتماعية والاقتصـادية. والمنظومة الدولية النزيهة تؤدي لسلامة المجتمع الدولي، وتحافظ على مكاسبه الاقتصادية والأخلاقية.
نقلاً عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up