رئيس التحرير : مشعل العريفي
 قينان الغامدي
قينان الغامدي

سر حملات المعلمين والمعلمات ضد الوزير: العيسى من أعداء الصحوة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

في مساء يوم 27/ 11 /2006 أحبط الأمن السعودي شغبا استهدف مسرحية (وسطي بلا وسطية) التي كانت تعرض ضمن الأسبوع الثقافي في كلية اليمامة شمال الرياض، حيث اعتلى نفر من الجمهور خشبة المسرح، وحاولوا الاعتداء على الممثلين!!. الحادثة شهيرة ومعروفة، وقد كان المعتدون أغرارا من نتاج ما سمي «الصحوة!» التي كانت غطاء التنظيم السروري المعروف في المملكة!!. الذي يهمني هنا أن كاتب المسرحية هو الدكتور أحمد العيسى عميد كلية اليمامة آنذاك، ووزير التعليم حاليا منذ 11 ديسمبر 2015!!. الدكتور العيسى ومنذ تلك المسرحية وهو يتعرض لحملات تشويه من التنظيم السروري الذي ينتهز أي فرصة لدفع أتباعه لمهاجمته وتسفيهه وتشويه سمعته، وأتباع التنظيم منتشرون في كل مكان ومؤسسة بالمملكة، وفي قطاعات التعليم العام والجامعي بصفة خاصة، وهذه القطاعات التعليمية كلها تحت إدارة ومسؤولية الدكتور العيسى الآن، والكل ينتظر منه ويطالبه بتطويرها منهجا ومعلما «معلمة» ومبنى وغير ذلك، سيما وأن العيسى نفسه كان أعظم من قدّم وصفة النجاح في كتابه الرائد «إصلاح التعليم في السعودية بين غياب الرؤية السياسية وتوجس الثقافة الدينية وعجز الإدارة»، ثم كتابه الآخر «التعليم العالي في السعودية: رحلة البحث عن هوية»، وفي ضوء ذلك، لا شك أن لدى الدكتور العيسى رؤية وخطة وهدف، ولكن أنى له أن يفعل، ويطور، والمتاريس السرورية ممتدة من عند باب مكتبه في الوزارة، وحتى أبعد مدرسة نائية جنوبا أو شمالا!!. فوجئ التنظيم السروري بتعيين أحد أعدائه اللدودين وزيرا للتعليم، فبدأت حملات تشويهه واحدة تلو الأخرى عبر وسائل التواصل، والتنظيم الذي معظم أتباعه المخدوعين المضللين هم في قطاعات التعليم، معلمون ومعلمات وطلاب وطالبات، هذا التنظيم لم يترك تصريحا ولا قرارا للدكتور العيسى إلا هاجمه واعتبره مؤامرة ضد الدين والدولة، فضلا عن اعتبار العيسى نفسه عدوا للدين والدولة!!، وكان آخر هذه الحملات المرتبة ما يتعرض له العيسى الآن من تشويه وشتم وسخرية، بسبب ساعة النشاط التي تمت إضافتها إلى منهج اليوم الدراسي في التعليم العام، وصارت الحجج الواهية تتوالى لمنع تطبيق هذه الساعة، وحين رد العيسى بمقال نشرته «صحيفة الحياة» موضحا بساطة وأهمية ساعة النشاط هذه للطلاب والطالبات، تصاعدت الحملة ضده لدرجة غير معقولة!!. العيسى مطالب من القيادة ومن الشعب بتطوير التعليم، وهو قادر ولديه رؤية ومنهج وخطة، لكنني أعتقد أن البداية الصحيحة والتي يجب أن يكثفها هي إصلاح وتطوير وتدريب المعلم والمعلمة، وكما أعلم فإن هذه الخطة بدأت، وتم فعلا ابتعاث مجموعات من الجنسين إلى خارج المملكة، وهذه الخطوة لاشك عظيمة ورائعة ومتميزة، لكن عدد المعلمين والمعلمات يناهز نصف مليون، فمتى يمكن ابتعاث كل هؤلاء!!؟، ولهذا أرى أن نستقدم جهات التدريب المتميزة، ثم يكون التدريب مسائيا للجميع في وقت واحد، ولمدة عام أو عامين، وبهذا نكسب الوقت، ونعمم الفائدة للكل، وخلال هذه الدورات التدريبية المكثفة سيظهر أتباع السرورية من الجنسين، وحينها يمكن معالجة أمرهم إما بالاستصلاح أو البتر النظامي!!. إن تدريب المعلمين والمعلمات، وتطوير قدراتهم، وتطهير قطاعات التعليم العام من الصحويين والصحويات المخدوعين بالتنظيم السروري، تعتبر أهم خطوة في التطوير، ويجب أن تأخذ الأولوية المطلقة، وهذا التطوير للمعلمين والمعلمات هو ما سيتيح للوزير العيسى تنفيذ خطط التطوير والتغيير بما يخدم الوطن كله، وبما ينسجم مع رؤية 2030، وبطبيعة الحال يجب البدء بحملة تنظيف داخل الوزارة نفسها، تبدأ من عند باب مكتب الوزير ولا تتوقف إلا بعد تجفيف منابع التطرف في آخر إدارة تعليم في أقصى الجنوب وأقصى الشمال!!. الحملة الأخيرة التي انخرط فيها عدد من المعلمين والمعلمات ضد تطبيق ساعة النشاط بحجج واهية، هذه الحملة في جانب منها تعد تعبيرا دقيقا عن ضعف قدرات البعض وتواضع إمكانياتهم، وعجزهم عن مواكبة أي تطوير أو تغيير، فهم كسالى ضعفاء معرفة، وأنا شخصيا أعرف معلمين ومعلمات كثرا لم يقرأ أي منهم كتابا واحدا لا في تخصصه ولا خارجه، منذ أن تخرج من الجامعة وحتى اليوم!!، وفي الجانب الأكبر من الحملة هم تكتلات صحوية مخدوعة تحتشد ضد أي قرار يتخذه الوزير العيسى الذي يعتبرونه من الأعداء اللدودين لما سمي الصحوة، وما أخفته من بلاوي التنظيم السروري المندحر، والدكتور العيسى لا شك عدو لكل من يتربص بالوطن شرا!!. نقلا الوطن

arrow up