رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

شد لي واقطع لك

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

أصحاب المناصب في بعض دول العالم الثالث الدكتاتورية و(الانقلابية)، عندما يتولى أحدهم مركزاً قيادياً، يتنازعه شعوران متناقضان بين الفرحة الطاغية والخوف الشديد، فهو يريد أن يحافظ على هذا المنصب الذي (يعض عليه بالنواجذ) بعد أن حصل عليه على ظهر دبابة في ليل أظلم، وفي الوقت نفسه تتصافق ركبتاه من الرعب كلما أوى إلى فراشه، تحسباً من أن ينحو نحوه ويقلده انقلابي آخر، ويستولي على الإذاعة والتلفزيون ويعلن بالبيان الأول: القبض عليه وتصفيته أو زجه في السجن، مثلما فعل هو بمن كان قبله، وتضيع البلاد ومصالح العباد في خضم هذا التناحر بين الجهلة المتعاقبين.
ويقال: إن رئيس وزراء في إحدى الدول الانقلابية، زار روضة أطفال وسألهم: كم ميزانية طعام الطفل شهرياً؟، قالوا له: 400 دولار، فرد عليهم: هذا كثير خفضوها إلى 300 دولار، بعدها زار السجن وسألهم: كم ميزانية طعام السجين شهرياً؟، قالوا: 400 دولار، فأمرهم قائلاً: هذا قليل ارفعوها إلى 800 دولار، وتعجب الوزير المرافق من أمره وسأله: لماذا خفضت يا سيدي طعام أطفال الروضة وزدت طعام المساجين؟، قال: هل تعتقد أنني أنا وأنت بعد تركنا الوزارة سنذهب إلى الروضة يا غبي؟! وتحضرني في هذه العجالة حادثة (خيالية فكاهية)، ولا بأس من إيرادها لأن لها دلالة (رمزية) فيقال: إن ثعلباً وأسداً وحماراً أرادوا أن يعملوا مشروعاً، وهذا المشروع يتطلب رخصة من الوزارة، فقال الثعلب: أنا أقنع الوزارة فأنا ماكر وفطن، فذهب للوزارة ورفضوا طلبه، فقال الأسد: هذه تحتاج قوة وهيبة وهذه صفات كلها متوفرة عندي، فذهب ورفض طلبه أيضاً، فذهب الحمار وخلّص المعاملة وجاء بالموافقة، فسألوه: كيف خلصتها؟ فقال: ثلاثة أرباع الوزارة من جماعتنا.
ولكن (على رسلكم يا قوم)، إليكم هذا الموقف الذي رواه (تشرشل) رئيس وزراء بريطانيا الديمقراطية، الذي انتصر في الحرب، وخدم بلاده أشرف خدمة في السلم، ويقول: ركبت يوماً سيارة أجرة، لأذهب إلى مبنى (BBC) لإجراء مقابلة منقولة على الهواء مباشرة، وعندما وصلت طلبت من السائق أن ينتظرني أربعين دقيقة إلى أن أعود، لكن السائق اعتذر ورفض قائلاً لي: آسف لا أستطيع لأني أريد الذهاب إلى بيتي سريعاً، لأستمع إلى مقابلة (ونستون تشرشل).
ويكمل تشرشل: لقد ذُهلت وفرحت من شوق هذا الرجل ليستمع إلى حديثي، فأخرجت عشرة جنيهات وأعطيتها له من دون أن أفصح له عمن أكون، وعندما رأى المبلغ قال لي: سأنتظرك فليذهب تشرشل إلى الجحيم!! وأترك لحضراتكم المقارنة (بين وبين).
(نقلاً عن الشرق الأوسط)

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up