رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

شركات الإنتاج الإعلامي"السعودي" مالها وما عليها !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

«لأي شخص مطلق الحرية أن يمدح نفسه وعمله، ولكنه ليس حراً في إقصاء الآخرين وإنكار وجودهم».. هكذا ابتدر الأخ والصديق المخرج التلفزيوني حمود عوده الشمري رسالته، وأجده محقا في قوله هذا لأكثر من سبب، بعضه خاص بما حكاه في رسالته، وبعضه خاص بي وبالناس جميعا كقاعدة عامة، ولكن دعني أرجع بك قليلا إلى مشكلة الشمري، فقد أثار غيظه وحنقه أن زميلا له في المهنة استضافه تركي الدخيل في برنامجه الناجح «إضاءات» ولم يكن عادلا ولا موضوعياً ولا صادقاً، وهو يؤكد لمضيفه عدم وجود كفاءات سعودية احترافية في مجال إنتاج وإخراج الأفلام الوثائقية.

الشمري الذي أثار سخطه هذا الإلغاء التام لتاريخ ساطع ومشرف يحق للمملكة وأجيالها الصاعدة أن تفخر به، يسرد جزءا من هذا التاريخ الذي يكاد يجهله جلنا ردا على زميله المخرج عادل العبدالكريم، قائلا «لقد جانبت الحقيقة يا عادل بإنكارك سواك، فهناك من يعمل بهذا المجال قبل ولادتك ومنهم أنا والعديد من الزملاء المخرجين والمعدين والمنتجين، كما أن هناك أساتذة لي عملوا قبلي بهذا المجال وتتلمذت على أيديهم وعملت مساعدا لهم، أمثال أستاذي المخرج المعروف سعد الفريح رحمه الله والذي قضى نحبه خلال إخراج فيلم وثائقي عن زيارة خادم الحرمين الشريفين لمنطقة حائل، كما أنه درس الإخراج والإنتاج في معاهد هوليود قبل ولادتك أيضا، وهناك الأستاذ والمخرج العالمي عبدالله المحيسن والذين قام بإنتاج وإخراج العديد من الأفلام الوثائقية وقد حازت بعض أفلامه على جوائز عالمية أيضا أمثال فيلم (اغتيال مدينة) وفيلم (الإسلام جسر المستقبل) وغيرها، كذلك لن أسمح لك بإقصائي وزملائي الفنانين الذين برزوا بهذا المجال في مجال الإنتاج، أمثال المخرج المعروف محمد مقبل العتيبي والمخرج المعروف سعد الوثلان وغيرهم الكثير، والذين أبلوا بلاء حسناً في إنتاج العديد من سلسلة أفلام (سعودي) والتي أنتجتها شركة آرا، وهناك زميلنا القدير الكاتب التلفزيوني المعروف محمد العثيم والذي كتب سيناريوهات عشرات الأفلام الوثائقية، وقد سبقتك أيضا بالعمل مع مخرجين أمريكان وإنجليز أحضرتهم الشركة العالمية قبل 35 عاماً لإنتاج العديد من الأفلام الوثائقية بالمملكة وقد أنتجت وأخرجت العديد من الأفلام الوثائقية لعدد من الوزارات والشركات الوطنية الكبرى ومناطق المملكة، وليس ذنبي أنني لم أستطع الحصول على فرصتي كاملة في الظهور وذلك لندرة المخلصين بهذا البلد والمهتمين بسعودة هذه المهن وسيطرة المتسترين الذين فتحوا أبواب تراخيصهم الإعلامية وقنواتهم الفضائية على مصراعيها أمام الأجانب من جالية بعينها، وإقصاء أي سعودي يعمل بهذا المجال، وقد أعجبني سؤال واحد وجهه المقدم للضيف عندما قال (لماذا أنت السعودي الوحيد بالشركة) فكانت الإجابة (الذكية!) بأنهم حاولوا ابتعاث الكثير منهم ليعملوا في هذا المجال، لكن الشباب السعوديين خذلوهم، فقد اعتذر أحدهم؛ لأنه وجد عملا أفضل في أحد البنوك والثاني تزوج!!».

أقف هنا مع رسالة الصديق وإن كنت أتساءل معه هل هذه دعوة لرجل الأعمال صاحب الشركة والقناة المذكورين لإغلاق الباب في وجه الكفاءات السعودية وإفساحه لغيرهم من الجالية الملمح إليها؟!. أقف مع الشمري هنا، ولكني أضيف بأن رسالته تقرع ناقوس الخطر، حيث أشرت من قبل إلى أن شركات الإنتاج الإعلامي وبدلا من أن تكون لسانا سعودية تم توظيفها لنشر لسان آخر وثقافة أخرى وتلميع وجوه أخرى، والطامة الكبرى أنهم يجدون بيننا من يكرسون هذه السياسة.

arrow up