رئيس التحرير : مشعل العريفي
 حمود أبو طالب
حمود أبو طالب

عاصفة استعادة الكرامة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

احتفت وسائل إعلامنا بمرور عام على بدء عاصفة الحزم لإعادة الشرعية إلى اليمن وتخليصه من مستنقع الفوضى والضياع الذي أراده له الحوثيون وحليفهم السابق علي صالح الذي انقلب عليهم عندما رأى نفسه خارج حسابات المستقبل السياسي لليمن، ولكن للأسف فإن كثيرا من وسائل الإعلام العربية إما تجاهلت هذا الموضوع أو وقفت منه موقفاً سلبياً أسقطت عليه حالتها العدائية لكل قضية تخدم العرب وتعيد لهم شيئاً من كرامتهم المهدرة. عاصفة الحزم تتجاوز كونها شأناً سعودياً خاصاً إلى تدشين حالة عربية جديدة تتسم بالتخلص من الوصاية على القرارات الوطنية، والاعتماد على الذات في المقام الأول، وإعادة الحياة إلى الروح الجماعية العربية. كان قرار العاصفة صادماً لمن استمرأوا التدخل في شؤوننا بخلق المشاكل ثم الادعاء بأنهم يبحثون عن حلول لها وهم كاذبون مخادعون لا يريدون الاستقرار لأوطاننا ولا أن يسود السلام في ربوعها. كانت لحظة عربية تأريخية خالصة وفارقة تلك التي قررت فيها المملكة أن تقول لا مكان للأجسام الغريبة الضارة في الجسد العربي، وأن تقول لا لمحاولات امتهان الكرامة العربية والاستخفاف بالشعور الوطني العربي بعدما تبجحت إيران بأنها وضعت يدها على العاصمة العربية الرابعة تمهيداً لخلق بؤرة تخريبية في الحديقة الخلفية للمملكة تعمد من خلالها إشغالنا وأشقائنا في الخليج بالفتن والمؤامرات والدسائس التي تجيدها. والذين راهنوا على أن عاصفة الحزم ستكون استنزافية وبلا نهاية يشاهدون الآن نتائجها التي أجبرت المتمردين على الرضوخ بعد أن شلت كل قدراتهم ووضعتهم في حصار عسكري وسياسي لا يملكون سوى الرضوخ لتبعاته ونتائجه التي تتمثل في تطبيق القرار الأممي ٢٢١٦ بعد الجلوس إلى طاولة مفاوضات أخيرة غير قابلة للتلاعب كما حصل سابقاً. ومن منظور أشمل فقد جعلت عاصفة الحزم الذين يستسهلون العبث في الساحة العربية على إعادة حساباتهم والتفكير قبل التهور بارتكاب الحماقات. إنها عاصفة استعادة الكرامة العربية قبل أن تكون عاصفة استعادة وطن عربي كاد أن يضيع لولاها. نقلا عن عكاظ

arrow up