رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عقل العقل
عقل العقل

المملكة بدون صوت باللغة الانجليزية

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

وطن بحجم المملكة العربية السعودية تعيش تغيرات اقتصادية واجتماعية كبيرة في ظل رؤية المملكة 2030 وإبعادها المتنوعة في داخل المملكة وخارجها، وطننا عضو هام في العديد من المنظمات والتكتلات الإقليمية والدولية ، فقط هذا العام تترأس بلادنا مجموعة العشرين العالمية والتي تصاحبها الكثير من الفعاليات الاقتصادية التي يفترض أن تحتضنها المملكة وتتوج بقمة الزعماء لهذه المجموعة أواخر العام الحالي.
هذا الحراك المتنوع الذي نعيشه الآن هل يعقل أن لا يوجد محطة تلفزيونية رسمية باللغة الانجليزية تنقله للعالم وهي من أعظم الفرص لتقديم بلدنا للعالم بدون خسائر مالية لو تم التعاقد مع شركات علاقات عامة دولية لتصدير صورتنا للآخر، المملكة لا ينقصها الرؤية الحكيمة ولا القدرات البشرية المؤهلة ولا الأموال للتعجيل بإطلاق قناة تلفزيونية سعودية باللغة الانجليزية ، أن ما يحدث في الفضاء من حروب على العقول لا يقل من حروب فعلية على الأرض، الغريب أن دول ودويلات حولنا لها محطات ناطقة باللغة الانجليزية وتغطي أمريكا الشمالية مثلا وتوجد خدماتها على شركات الكيبل الوطنية في دول مثل أمريكا وكندا، وأصحاب هذه القنوات التلفزيونية الموجهة طبعا لم يؤسسوا قنواتهم لأسباب تجارية ، بل لأسباب سياسية واضحة والغريب أن تلك القنوات مثل "الجزيرة" الانجليزية وقناة "برس تي في" الإيرانية تهاجم المملكة وتفرد مساحات كبيرة لمناقشة قضايانا بشكل منحاز وموجه جدا ، فقط أي شخص يقلب الرموت كنترول ليعرف أهمية القنوات التلفزيونية الموجهة لنا من الخارج من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وغيرهم من دول تخاطبنا بلغتنا العربية فلماذا نحن مترددين في إطلاق قناة أو قنوات تلفزيونية ناطقة بلغاتهم ، حتى الدول الخليجية المتشابهة معنا في أشياء كثيرة يوجد لديها قنوات تلفزيونية انجليزية وتتفاوت في الجودة والتأثير ولكنها على الأقل موجودة ، قناة "دبي ون" الناطقة باللغة الانجليزية تأتي في المقدمة ومن يشاهدها يعرف ماذا يحدث في دبي من فعاليات اقتصادية وثقافية واجتماعية ، قد يكون لنا تجربة غير جيدة مع "القناة الثانية" الانجليزية والتي وصلت إلي حالة ضعيفة جدا قبل إغلاقها وأصبحت عالة ومكلفة على الوزارة ثم هيئة الإذاعة والتلفزيون مما دعا المسئولين إلى إغلاقها نهائيا لأكثر من عامين وأصبحنا للأسف بدون ذلك الصوت حتى لو كان ضعيفا ، كان يجب الإبقاء عليها والعمل على تطويرها تدريجيا وكنت أتمني أن تكون تحت إدارة القناة الإخبارية ، ولكن سمعنا بعد إغلاقها أن هناك مشروع كبير لإطلاق قناة سعودية إخبارية باللغة الانجليزية وذهبت الوفود إلى العواصم الغربية للتجهيز والإعداد ويبدو أن المشروع قد مات أو أجل أوضاع في الإدراج أو بين الوزارات ، للأسف البعض يقول أنه في عالم الإعلام الجديد والسرعة والحرية التي يتمتع بها لم نعد نحتاج لمثل هذه القنوات التلفزيونية ، لكن أمريكا قائدة العالم وأم الإعلام التجاري لها قناة رسمية تبث بشكل متواصل كل ما له علاقات بالحكومة الأمريكية وهي قناة c-span.
التصدي لهذا المشروع فرصة حقيقة لوزير الأعلام أن يعمل على أنشاء قناة سعودية تلفزيونية رسمية باللغة الانجليزية بأسرع وقت وأن لا يضيع المشروع في الدراسات والشركات وتحديد الاستراتيجيات ورسالة القناة المملكة هذا البلد العظيم تحتاج الى قناة أو قنوات تقدمها للعالم كما هي ولا نترك هذه الرسالة للشامتين المتاجرين في قضايانا.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up