رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عقل العقل
عقل العقل

وزير التجارة وتوطين البقالات

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

وزير التجارة ماجد القصبي في تصريحات وتغريديات له أخيراً قال: «إن توطين العمل في البقالات سيخلق 35 ألف وظيفة».
كلام جميل ومحبط في الوقت نفسه، هذا القطاع من أسهل القطاعات في عملية التوطين، فهو لا يتطلب سوى مهارات محددة لمن يريدون الانخراط فيه، لكن لا أفهم لماذا هذا التأخير والتسويف في توطينه وقصر العمل فيه على المواطن، خاصة أننا نشهد تجربة ناجحة في عمل المواطنين والمواطنات في نقاط البيع في المحال الرئيسة في مدننا، لماذا العمل في البقالات المتناثرة في شوارعنا يسيطر عليه الأجانب ويكتفى فقط بلوحات تحمل اسم المالك السعودي؟! نريد العمل على سرعة توطين هذا القطاع، وفي حال الصعوبة في توطينه نأمل تنظيمه على الأقل، ففي شوارعنا الفرعية والرئيسة بقالات بينها بقالات.
في الكثير من دول مدن العالم تجد بقالة واحدة في كل حي تعمل لساعات محددة وليس إلى منتصف الليل، خاصة أن هناك محال شركات رئيسة موجودة في مدننا مفتوحة على مدار الساعة.
اليوم اطلعت على تقرير لـ «ساما» مفاده أن الأجانب في المملكة حولوا للخارج 133 بليون ريال في الـ11 شهراً الماضية، ووزير التجارة يقول إنه في حال وُطّن قطاع البقالات سيقلل ستة بليونات ريال من هذه التحويلات المالية الضخمة، وأنا أقول إن السرعة في قرار التوطين ستوفر آلاف الوظائف لأبناء وبنات الوطن، وستصرف هذه البليونات في الداخل وتحرك الدورة الاقتصادية بشكل عام.
الوضع الحالي لهذا النشاط يُظهر بشكل واضح عملية تستر، على رغم الأنظمة التي تحاربه، لكن البقالات والأجانب ما زالوا صامدين ضدها، فقط التفت عندما تقف عند أي بقالة تجدها تجمع أجانب من بائعين وموزعين ولا وجود للمواطن في هذه الأنشطة.
وزارة العمل للأسف ما زالت تدرس منذ سنوات قرار توطين البقالات، ولا يوجد سبب منطقي في هذا التأخير غير المبرر، البعض يهول أن سعودتها ستكون سبباً في خروج الآلاف من العمالة الأجنبية من البلد، وأن سوق الإيجارات للمحال التجارية ستنهار. وليكن ذلك، دعوهم يغادرون فما الحاجة الماسة لهم، فلننظم سوقنا الاقتصادي ونعيد هيكلته ولا بد من ضحايا لذلك، أتمنى أن تعمل الوزارات المعنية في تشجيع والسماح بإنشاء جمعيات تعاونية للمواد الغذائية، والتي أثبتت نجاحها في بعض الدول الخليجية المجاورة، يديرها أبناء الحي ويستفيدون اقتصادياً من مداخيلها، أو وضع شروط مشددة لافتتاح بقالات في زاوية من شوارعنا.
البطالة وكما نعرف خطرة جداً في أي مجتمع، وتوطين هذا القطاع والأنشطة المرتبطة به سيقلل من نسب البطالة بين الشباب، نريد قرارات فعلية وليس تصريحات صادمة عن انعكاس هذا القطاع على الوظائف التي ستوفرها، أما وزارة العمل فلا نعرف ما هي الحاجة المستعصية والعجيبة التي تمنعها من إقرار هذا المشروع، المسألة لا تحتاج إلى دراسات معمّقة لمعرفة جدوى توطين البقالات.. لقد مللنا هذا التسويف يا سادة.
نقلا عن الحياة

arrow up