رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

الرشاقة والأناقة .... أفسدت حياتي !؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

وردتني هذه القصة .... وددت أن أُشرككم محتواها رغم مأساويتها نظراً لما تتضمنه من دلالة وعبّر لجهة الفتيات تحديداً .
تقول : منذ مُراهقتي كنت مأخوذة ومفتونة بالرشاقة لدرجة الهوس فكنت مُتوهمة لناحية ما أسمع بأن (الإنجاب ) يؤثر سلباً على الجسم فيجعله يترهل ويُزيد الوزن و... ألخ وهذا ما جعلني أتريث بالزواج وأُرجئه خوفاً من الإنجاب وتبعاته ! وبعد إلحاح أهلي بالزواج خوفا علي بأن يفوتني القطار كما يُقال .
تزوجت وأنا في سن الثلاثون ولم يزل هاجس " الرشاقة " يُلازمني ويسكنني فأشترطت على زوجي تأخير الإنجاب بحجة التعرف على بعض أكثر وغيرها من الذرائع الأُخرى بينما السبب الأساسي هو المحافظة على قوامي ورشاقتي !
مضى على زواجنا ثلاث سنوات وذات يوم صارحني زوجي وبشيء من الإمتعاض والتذمر بضرورة الإنجاب وبأنه لم يعد يحتمل الصبر أكثر من ذلك فدبت الخلافات بيننا وبعد فترة إكتشفت بأنه تزوج علي ! فلم أحتمل فطلبت الطلاق وكان لي ذلك .
مكثت مع أسرتي المكونة من والدي ووالدتي حيث أن جميع أخوتي قد تزوجوا ... وبعد مضي خمس سنوات تقريباً تقدم للزواج مني رجل ( ستيني ) متزوج ولديه أبناء وأحفاد وقتذاك كان عمري يُناهز الأربعون عاماً .
تزوجنا وفي أول يوم زواج قال لي جازماً بأنه لا يريد أبناء فلديه ما يكفي كانت بالنسبة لي صدمة شديدة فوقتها كنت أُمني نفسي بأن أُرزق ولو طفلاً واحداً يعوضني ما فات من عمري .
فيا لها من مُفارقة وأي مفارقة ففي السابق كنت أفتعل الحيل والأعذار الواهية كي أُؤجل الإنجاب وها آنذا أتوسل زوجي وأستعطفه للموافقة على الإنجاب ! وبعد إلحاح لدرجة وصل بي الأمر للبكاء وذرف الدموع يومياً .
وأخيراً وافق على مضض وكانت فرحتي ساعتها لا توصف وقتها تمنيت أن أنجب حتى لو أصبت بالترهل والسمنة المفرطة معاً ! المهم بعد مضي ثلاث سنوات تجّلت بوادر الحمل هنا كانت الفرحة الكبرى وكنت أحسب الساعات والأيام واستعجلها.
وحان الأوان بعد طول انتظار وإذا بي أُنجب طفلاً معاقاً بـ (مُتلازمة داون ) فحمدت الله سبحانه الذي لا يُحمد على مكروه سواه ... أردت بهذه القصة أن أنبه أخواتي الفتيات لعلي استفيقهن بألا يقعن في وهم ومغبة ما وقعت فيه .
فالمبالغة بالأناقة والرشاقة خدعة قد تُعمي بصيرة الفتاة وتحرفها عن ما هو أهم بل قد تُفسد حياتها وتقلبها رأساً على عقب فالعمر يمضي سريعاً والفتاة لن تستشعر أهمية الإنجاب إلا عندما تكبر وتبلغ من العمر عتياً وقتها سوف تقول كم كنت حمقاء وغبية .
فكم أنا بحاجة لأبناء أتعكز عليهم فيرممون ندوب وعثائي و( يُبلسمون ) ملامح رهفي وتقاسيم تعبي

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up