هل يفعلها (بايدن) مع إيران !؟

على اعتبار أن الرئيس المُنتخب (بايدن) سوف يمضي أربع سنوات في البيت الأبيض تُستهل اعتباراً من 20 يناير القادم .. على خلفية ذلك فإن أكثر ما يُشغل المحللين وقباطنة السياسة في الأروقة السياسية وتحديداً المعنيين بقضايا الشرق الأوسط والإقليم السؤال المحوري التالي : ما الآلية أو "التكتيك" الذي سوف ينتهجه بايدن لجهة إيران؟ وبصيغة أخرى: هل يُفجر مُفاجأة !؟ قبل أن نستطرد نتكهن و(نُخرص) علينا بداهة التعريف بماهية هذا الكيان الإيراني !؟ إذ لا يخفى حتى على رجل الشارع البسيط إن في جنوب أفريقيا أو لاهاي ومومباي أو حتى كوالالمبور أنه منذ تولى الملالي سدة الحكم قبل نحو ما يربو على أربعة عقود لم تنفك إيران تُشكل هاجساً وخطراً يُهدد استقرار المنطقة بوصفها باتت علامة فارقة وإن شئنا الدقة "دمغة" للشر ونشر الشيطنة والخراب في الأنحاء وبطبيعة الحال تعاقب الكثير من الرؤساء الأمريكيين ما بين ديمقراطيين وجمهوريين وبمختلف التوجهات كانت إيران إبان كلِ منهم تتأرجح و(تُراوح) بالعبث والشيطنة أشبه إن صح التعبير بالمد تارة والجزر تارة أُخرى بمقتضى سياسة ورجع الصدى لكل رئيس من دون أن تتخلى عن متن الشر! تجدر الإشارة بأن كل رئيس وبقطع النظر عن توجهه وأجندته أو حتى درجة براجماتيته يُدرك يقيناً ربما وبذات القدر من أقرانه مدى خطورة إيران على المنطقة وبالتبعية تداعيات ذلك على المصالح الأمريكية وتأسيساً على ذلك ومن وحي المُعطيات بمقدورنا القول: أن جميع الرؤساء الأمريكيين السابقين وربما اللاحقين أوالرئيس الراهن على أقل تقدير مُتفقون ضمنياً بأن إيران لم تزل حتى اللحظة (خطراً مُقيماً) في المنطقة ويُعتبر ذلك بالمفهوم السياسي والعسكراتي نسقاً وعُرفاً استراتيجياً لا يمكن بحال تجاوزه أو القفز عليه .. ووفق هذا المنحى أو لنقل المحددات الإستراتيجية نستنتج بأن (بايدن) لن يذهب بعيداً عن سلفه لناحية تعاطيه مع إيران فالخطوط العريضة مُدشنة مُسبقاً ولن تتغير باختلاف الرؤساء وتعاقبهم عدا الرتوش هي التي ربما تتغير تماهياً مع كل رئيس على حدة وتبعاً للمتغيرات وسخونة الأحداث وبكلمة أُخرى: لن تُقصقص أجنحة إيران وتُقلم مخالبها عن آخرها وفي الآن نفسه لن تُترك لتنبت وتُسن ما يُمّكنها من أن تتغول أو تُحلق لأبعد مما ينبغي !؟