رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد الأحمري
فهد الأحمري

الدفاع عن السعودية لا يجدي مع هؤلاء

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

في حديث وُدّي مع صديق أمريكي أبدى ملاحظته التالية: الإعلام الغربي منذ القدم وهو يسلط الضوء على الجوانب السلبية للسعودية، وتصاعدت حدته هذه الفترة مع مواجهة الإعلام الأمريكي لترمب وحلفائه، ومن ضمن حلفاء الرئيس المملكة، وهذا ليس بغريب -وفق قوله- لكن الغريب عندنا أن يصدر الهجوم عليكم من جيرانكم العرب على المستوى الشعبي والإعلامي، وهو الذي يستند عليه ويستشهد به الإعلام الغربي -اليساري خاصة- لتأكيد دعواه ضدكم.
تحدثت إليه عن مواقف السعودية الإيجابية منذ تأسيسها والممتدة إلى خدمة ومساندة الإنسان في الشرق والغرب، دون النظر إلى جنسه أو لسانه أو معتقده. ولتدعيم حديثي بالبيانات الموثقة، فتحت له الموقع الإلكتروني لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
يشير إحصاء المركز -أيضا- إلى مساعدات إنسانية وإغاثية وإنمائية لملايين المستفيدين في 46 دولة حول العالم، بمبلغ تجاوز 4 مليارات دولار منذ إنشائه عام 2105، أي خلال 4 سنين فقط. تركت صديقي يتصفح بنفسه موقع المركز ومنصة المساعدات السعودية بالنسخة الإنجليزية، ويشاهد أسماء الدول التي وردت إليها المعونات بالتفصيل، ونوع قطاعات مشاريع تلك المعونات.
التقرير الأطول زمنيا «2018-1996»، أي خلال عقدين، يشير إلى 86 مليار دولار مساعدات، وصلت إلى 81 دولة بكل حيادية.
صحيح أن الدعم السعودي كان منصبا أكثر إلى جانب العالم العربي والإسلامي، إلا أن هذا يعود إلى عامل الجوار والثقافة والقضايا المشتركة، أضف عليه، أن تركز الأزمات الإنسانية والاقتصادية تتركز غالبا في تلك الأقطار.
لن أحدثكم عن ذهول محدثي، المدعو ماسيمو، ليس من هول الأرقام الفلكية التي تقدمها الرياض للأشقاء العرب -تحديدا- إنما من مرارة الجحود ونكران الجميل الذي لم تُخفِه ملامحه. كان السؤال المنعقد على لسان صديقي والذي استقرأته قبل أن يطلقه هو: لماذا يفعل العرب بكم هكذا، بينما أنتم تقدمون كل هذا؟
أجبته بأنه -ورغم بعض الجحود- فإن السعودية تصرّ على البذل والجود، وذكّرته بأن التعميم لا يصح، فهناك من الأشقاء أوفياء، يثمّنون مواقف بلدنا المادية والمعنوية والسياسية، غير أن الأصوات السلبية هي التي يتناقلها الإعلام التقليدي والرقمي، لسببين: أولهما، أن الإثارة هي من طبيعة الإعلام.
ثانيهما: حاجة في نفوس بعض الأخوة العرب، لا سيما عرب الشمال.
دفعني حوار صديقي ماسيمو إلى أمر أراه في غاية الأهمية، وهو إننا أحوج إلى تصحيح مفاهيم الإنسان الغربي عن بلدنا وأهله، بدلا من هدر الوقت مع بعض الإخوة العرب وتذكيرهم بمواقفنا الإنسانية والاقتصادية والسياسية، على المستوى الرسمي والشعبي، لأنهم أكثر الناس يقينا بها وجحودا لها «وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم».
نقلا عن الوطن

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up