رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد الأحمري
فهد الأحمري

الذين يغيظهم الاعتدال

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

الاعتدال مطلب في كل مناحي الحياة، ومنها الاعتدال الديني. مشكلة الاعتدال الديني أن الكل يدّعيه والقليل يؤديه، غير أن هناك كوكبة فريدة من تلك القلة مارست الاعتدال عن دراية شرعية وتجربة ثرية، ومعايشة فعلية لتفاصيل الصحوة خلال مخالطة الجماعات الفكرية والسلفية. هذه الكوكبة تحديدا، عادت بتجارب ثرية من الملعب الصحوي الذي خاض بطولاته رباعي شرس مكون من: «التبليغ، الإخوان، السرورية، السلفية». فئة معتدلة بجدارة، خرجت من بين تلك المعسكرات ووقفت على منهج الوسطية، لا إلى التشدد ولا إلى الانحلال، وهي ما تستحق، في نظري، لقب الكوكبة المعتدلة الاستثنائية. بالتأكيد، فإن الرباعي الشرس، المشار إليه سلفا، يعادي هذه الفئة الاستثنائية- الناجية من رباعية الصحوة- كونها تكشف للمجتمع وللتاريخ تجاربها مع تلك الفصائل وتعرّي كوارثها، غير أن مكمن الغرابة يقع في أفراد مناوئين لها ليسوا من تلك الرباعية، وهنا تنبعث الشبهة، فلماذا؟ مبعث الشبهة هو أن هذا المناوئ يُظهر للمجتمع جانب الحياد، لكونه غير محسوبا على الرباعي المذكور «ظاهرا» غير أن الخافي أمرّ وأخطر!. هذه الزمرة المشبوهة والتي تُظهر الوجه المثقف البعيد عن النزاعات الأيديولوجية، بينما هي في الخفاء تحفّز أفراد معسكرات التشدد على البقاء في معسكراتهم، تضيق الأرض عليهم بما رحبت حين يجنح المتشدد إلى فضاء الاعتدال، ومن ثم يبدؤون في ممارسة النعوت المشينة ضده كـ«المنتكس، المتلون، رجيع الصحوة، الوطنجية...». السؤال المثار هنا هو: لماذا تغتاظ هذه الفئة «المشبوهة» من اقتلاع عباءة التشدد الصحوي إلى رحاب الوسطية؟! شخصيا، وجدت أن الذين تخلّوا عن الجماعات المنغلقة إلى حيث سماء الاعتدال، غالبهم إن لم يكن جميعهم، اصطفوا إلى جانب أوطانهم وقيادتهم، بعدما رأوا طوام تلك المعسكرات الفكرية المؤدلجة، سيما فيما يتعلق بعداوة الأوطان وهذا، جزما، هو السبب الجوهري الذي يغيظ تلك -الفئة المشبوهة- لأن في ذلك تكثيفا لسواد المدافعين عن أوطانهم. نافذة: هذه الزمرة المشبوهة التي تُظهر الوجه المثقف البعيد عن النزاعات الأيديولوجية بينما في الخفاء تحفّز أفراد التشدد على البقاء في معسكراتهم، تضيق الأرض عليهم بما رحبت حين يجنح المتشدد إلى فضاء الاعتدال، ومن ثم يبدؤون في ممارسة النعوت المشينة ضده كـ«المنتكس، المتلون، رجيع الصحوة، الوطنجية...». نقلا عن الوطن

arrow up