رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد الأحمري
فهد الأحمري

صبر الرياض على استفزازات الدوحة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

يقول طارق التونسي.. «كنت أرتشف قهوتي في بنزرت (مدينة تونسية) وأتابع المشهد.. السعودية ذات القوة العسكرية والاقتصادية والمكانة الدينية تقول بأن قطر، هذه الدويلة الصغيرة والتي لا تكاد تميزها في الخريطة، قامت بـ.. 1 - دعم الدواعش مفجري المساجد. 2 - دعم أتباع إيران في القطيف الذين قَتلوا وأصابوا العشرات من رجال الأمن. 3 - دعم الحوثيين الذين أمطروا مدنهم الحدودية بعشرات القذائف وقتلوا منهم وأصابوا. إثبات واقعة واحدة فقط يعتبر كافيا لقصف الدوحة بالطائرات دون ملامة من أحد.. لماذا يكتفي السعوديون برد الفعل البسيط مقابل شناعة فعل القطريين؟! ....... يقول ثم تساءلت مع نفسي كمواطن تونسي.. لماذا يميل عقلي لتصديق الرواية السعودية!!!؟ ربما لأن الرياض تتمتع بسياسة خارجية هادئة وحكيمة ولا يوجد في تاريخها الطويل أي حادثة اعتداء على بشر ولا حجر.. وصحيح أيضا أن الرياض ليست من السذاجة بمكان حتى تحول حليفها القطري في حربها على الحوثيين إلى عدو.. فلو كانت الرياض تضمر شرا ضد قطر لانتظرت حتى نهاية حربها ثم انقلبت عليها.. في المقابل وزير الخارجية القطري يقول هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين..!! لماذا لا تخرج السعودية وتثبت دعم القطريين بواقعة محددة الزمان والمكان والأشخاص. ما زلت كمواطن تونسي لم أصل إلى نتيجة.. يقول صاحبي ابن بنزرت: وبعد ساعات من متابعة البرامج هنا وهناك وجدت أن القطريين تائهون بين مكابر بعدم التأثر بالمقاطعة وآخر يتباكى على النخوة والدم الخليجي، وأحيمق يتلذذ بالرائب التركي والفالوذج الأصفهاني، والأخير يدعو للارتماء في حضن إيران وإردوغان ومقاطعة العربان. وهناك مجموعة من المأجورين العرب الذين يوقدون النار ويضربون بين أبناء الخليج خوفا من أن تتم بينهم مصالحة تقطع أرزاقهم». ما سبق كان حوارا حقيقيا جرى بين مواطن سعودي وصديقه طارق التونسي. في هذا النص مواقف عديدة وتساؤلات ملهمة تستحق الوقفات. نعم أخي طارق لقد اكتفى السعوديون برد الفعل البسيط هذا مقابل شناعة فعل القطريين. اكتفى السعوديون بإغلاق منافذهم البرية والجوية والمائية عن تلك الجيوش الجرارة من الإرهابيين الذين تؤويهم الدوحة لوقف تسلل بعضهم أو مندوبيهم أو دعمهم اللوجستي. اكتفوا بوقف تعاملاتهم المصرفية وفتح اعتمادات بنكية مع قطر لتجنب دعمهم المادي للمتطرفين. اكتفى السعوديون بإيقاف التعامل مع الإعلام القطري الذي يبث سمومه لقبلة المسلمين. أرأيت أخي طارق ما أعظم حلم السعوديين وصبرهم الطويل وحين يعاقبون فإن عقابهم بسيط مهذب لا يعدو أن يكون قرصة أذن محترمة. يذكر طارق أن إثبات واقعة واحدة فقط يعتبر كافيا لقصف الدوحة بالطائرات دون ملامة من أحد. فعلا قد يحدث هذا من دولة غير السعودية، لكن العقل القيادي السعودي لا يفكر بهذه الطريقة رغم قناعتنا وغيرنا بأن القيادة تملك الإثباتات لتلك الوقائع وغيرها. قضية عدم نشرها قد يكون من باب مبدأ «ولا تنسوا الفضل بينكم» رغم أن الآية في سياق الطلاق إلا أنه مبدأ ينطبق في سياق الفراق بين كل الرفقاء بألا ينسوا -في غمرة التأثر بهذا الفراق والانفصال- ما بينهم من سابق العشرة، والمودة والرحمة، والمعاملة. وقد يكون عدم نشر الأدلة المثبتة لوقائع جرائم قطر هو من باب ترك باب للعودة لإصلاح ذات البين، لأن النشر فيه من الفضائح ما قد يغلق هذا الباب إلى أبد الدهر. يتساءل طارق لماذا يميل عقله لتصديق الرواية السعودية ويتولى هو الجواب «لأن الرياض تتمتع بسياسة خارجية هادئة وحكيمة ولا يوجد في تاريخها الطويل أي حادثة اعتداء على بشر ولا حجر». لسنا بحاجة أن نقول بأن هذه هي الصورة الذهنية العالمية عن الرياض، ولله الحمد. ثم يتحدث أخينا التونسي بمنطق العقل السليم «وصحيح أيضا أن الرياض ليست من السذاجة بمكان حتى تحول حليفها القطري في حربها على الحوثيين إلى عدو..». شكرا لطارق التونسي الذي صدقا لا أعرفه إلا من خلال هذا النص من صاحبه، وشكرا لهذه العقلية والمنطق الراقي.
نقلا عن الوطن

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up