رئيس التحرير : مشعل العريفي

فهد الأحمري: علينا تنظيف البلاد من بعض العباد.. ويصنفهم في 10 فئات!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: قال الكاتب فهد الأحمري في مقال منشور له بصحيفة الوطن بعنوان "تنظيف البلاد من بعض العباد"، الطائفيون فئة خطيرة يلعب أصحابها بالنار لتدمير نسيج المجتمع من خلال التعصب لطائفة دينية معينة، تعتبر طائفتها الأفضل بينما غيرهم الأسوأ- بطرق علنية- وصنف الكاتب الطائفيون إلى 10 فئات تمثلت في الآتي: 1 - المتطرفون.. «سوف ندمرهم اليوم وفوراً».. اغرورقت عيناي وأنا أستمع لهذه الجملة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مصحوبة بتصفيق حار جداً من الحضور. شعرت بسعادة هؤلاء الحضور وهم يشاهدون الجدية الحقيقية في تعابير الرجل الثاني في القيادة. كأنني أرى قلوب الحضور أشد تصفيقا للإرادة القوية لتصفية الفكر المتطرف الذي عانى منه المجتمع الدولي لفترة تجاوزت أربعة عقود بئيسة جثمت على تضاريس الوطن، وجعلت من المجتمع أفرادا غرباء على الحياة التي خلقوا لعمارتها والاستمتاع بمباهجها تعبداً له سبحانه. -2 المتشددون.. لم أهتدِ لتعريف دقيق للتشدد، بيد أنني أستطيع وصف التشدد والمتشدد بأنه الذي لا يقبل اختلاف الرأي الآخر، ويريد فرض رأيه وقناعاته على الجميع. هو ذلك الذي يعلم أن أغلب المسائل الشرعية مُختلف فيها عند السلف والخلف من العصور الأولى إلى عصرنا هذا لكنه يُغيّب تلك الحقيقة. هو الذي يعلم أن الأصل في أمور الدنيا الإباحة حتى يوجد نص صريح صحيح على التحريم. الذي يتدخل في شؤون الناس وينكر عليهم كل صغيرة وكبيرة ثم إذا ناقشته بخلاف ما يرى ادعى؛ «هذا قول الجمهور»، وربما ادعى الإجماع عليه عند أهل العلم. وهو يعلم استحالة الحكم بالإجماع كما قال بن حنبل «من ادعى الإجماع فهو كاذب»، وهل جاب الأقطار وعاش العصور ليلتقي بأهل العلم المعتبرين حتى يقرر إجماعهم. نحن نتحدث عن طالب العلم الذي يغيّب الحقائق العلمية والخلاف في المسائل وليس العامي المقلد الذي يردد كلام الآخرين. المتشدد هو أقل درجة من المتطرف العملي لكنه لا يتوانى عن التطرف اللفظي حين يكفر المخالف ويزندقه أو يفسقه، على أقل الأحوال، ويدعي أنه عميل للغرب والشرق إلخ الترهات المعروفة. المتشدد قد يتحول إلى متطرف إذا لم يتم تدارك وضعه. المتشدد هو الذي يسأل: من أنت حتى تتحدث في الدين؟ لتأتيه الإجابة: أنا مسلم ومن حقي أن أتحدث عن ديني، فضلا عن أن هذا تخصصي الدراسي ومجال بحثي. نحتاج لجهد كبير وبحوث علمية وحلول لتخفيف نزعة التشدد، وأهم تلك الحلول، في نظري، التوعية بأن المسائل قطعية التحريم قليلة جداً إذا ما قارناها بالمسائل التي هي محل خلاف بين أهل العمل الشرعي، ولهذا يجب احترام الخلاف، من باب احترام أصحابه من العلماء، ومن أجل حفظ حق حرية الاختيار بين المذاهب، الذي هو مدعاة للحفاظ على الأمن المجتمعي وتماسك النسيج الوطني. -3 الخطباء المتنطعون.. وهم جزء من التشدد السابق إلا أن لهم منبرا أسبوعيا مقدسا، يُلقون على الناس قناعاتهم قسراً ويُغيّبون على الحضور الأقوال الأخرى في المسائل، ويصادرون أحقيتهم في الاختيار. إن من أبجديات الخطبة الوعظ والإرشاد والتوجيه وتذكير الناس بآي القرآن الكريم، كما كان يخطب عليه الصلاة والسلام بسورة ق، وليست مجالا للإفتاء والحديث عن الأحكام الشرعية المختلف فيها إلا ما ندر، خصوصا حين تكون القضية فيها نزاع فكري أو سياسي في الوسط المحلي. -4 المقدسون للأشخاص.. ‫«أولى علامات النضوج هي التخلي عن تقديس الأشخاص»‬ عبارة ملهمة جداً‫.‬ تقديس الأشخاص هو المصيبة العظمى وأصل الجهل المستفحل. هذه الفئة لا تنظر للحجة والدليل وسلامة المنطق والموضوعية، بل إلى الأسماء وليس غير الأسماء. لن أسهب في هؤلاء فمقال «ثقافة تقديس الأشخاص» غطى جوانب منه. -5 الطائفيون فئة خطيرة جداً يلعب أصحابها بالنار لتدمير نسيج المجتمع وضرب مكوناته من خلال التحيز والتعصب لطائفة دينية معينة وتعتبر طائفتها الأفضل بينما غيرهم الأسوأ- بطرق علنية- وتمارس تخويف أفرادها من غيرهم، الأمر الذي يدفع إلى إثارة حفيظة الطوائف الأخرى مما يدعو للاحتراب بين أفراد المجتمع الواحد، كما شاهدنا في كثير من الدول وحدثنا عنه التاريخ. -6 العنصريون كنت ضيفا في أحد البرامج التلفزيونية للتحدث عن العنصرية، لربما تفاجأ المشاهد قبل المقدم بخروجي عن الحديث عن العنصرية المحلية للحديث عن العنصرية العالمية ومنها الغربية على وجه الخصوص. نعم، العنصرية عالمية، فلسنا الوحيدون في المجتمع الدولي الذي تسكنه العنصرية بنسب متفاوتة إلا أن لدينا منها ما يميزنا – سلبا - عن كثير من البلدان. بالتأكيد لن نستطع القضاء عليها إلا أنه بإمكاننا إيقاف بعض المؤسسات من تشجيعها والتعاطي مع قضاياها، كما يحwدث في بعض الجهات التي تفرق بين الزوجين بدعوى عدم تكافؤ النسب. العدالة من حيث الاهتمام بذات الإنسان وعرصته في الوطن. -7 المتعصب الرياضي ما قلناه في العنصرية ينطبق في التعصب الرياضي. فلو قلنا إننا الوحيدون في العنصرية والتعصب الرياضي لأسرفنا في جلد ذواتنا، بيد أن وضعنا لا يحتمل مزيدا من الانقسام والعداوات من أجل أندية رياضية مبدؤها يدعو للتحلي بالروح الرياضية بينما بعض منسوبيها يطلقون التصاريح المثيرة للجماهير. كثير من البرامج الرياضية بمثابة بؤر للتعصب من خلال بعض مقدميها ومحلليها، الذين هم مجرد مشجعين متعصبين رياضيين قادمين من المدرجات وشوارع المسيرات الرياضية، مُنحت لهم فرصة الظهور الإعلامي ليمثلوا ألوان فرقهم. رأيت أحدهم يقرّع المسؤول الأول في الرياضة السعودية لأن ذاك المسؤول أنقذ ناديا محليا من عقوبة الاتحاد الدولي، وتمنى ذلك المحلل الهابط أن يشطب المنافس المحلي وتطاله الغرامات المالية! -8 المعلم المتخلف لن تنجح جهود التغيير في المناهج مهما كان حجمها طالما أننا لم نعمل على تطوير مقدم المناهج «المعلم» وتحسين فكره وثقافته. قد يصعب تطوير العقليات الجمودية الممارسة للتعليم، حاليا، إلا أن الحل، في نظري، يكمن في وضع معايير شديدة في قبول وتوظيف المعلمين والمعلمات المستجدين. بالإضافة إلى إحالة عدد من كبار مسؤولي التعليم للتقاعد من خلال منحهم إغراءات مادية لكون تعليمنا عانى كثيرا من سيطرتهم وفرض أجنداتهم وأيديولوجياتهم على التعليم عقود طويلة. -9 الفوضويون.. الذين لا يعيرون الأنظمة والأخلاق في سلوكهم. الذين ينظرون لأنفسهم دون اعتبار لحقوق غيرهم وكأن الحقوق ممنوحة لهم فقط دون غيرهم، بل ربما لا يرون وجوداً لغيرهم. ترى سلوكياتهم المشينة في المحلات التجارية والمؤسسات المختلفة والطرقات ومواقف السيارات والصيدليات. حتى في أقسام الطوارئ الصحية، يرى أحدهم أحقيته لعلاج رشح أو سعال أصابه أولى من مباشرة علاج مصاب آخر بكسور أو نوبة قلبية أو ضيق تنفس. الفوضويون الذين لا يبالون بترك مخلفاتهم في الحدائق والأماكن العامة. الذين يسيئون استخدام المرافق بالكتابات والتكسير والتلويث. الذين يسيئون للإنسان الوافد والذي يُعد ضيفاً كريماً في بلدنا مهما كانت مهنته. الذين ينتهكون خصوصيات غيرهم بتصويرهم شخصيا أو تصوير محادثاتهم دون إذنهم، وتصوير المستندات الرسمية والسرية التي تضر بالأفراد أو الجهات الرسمية لصالح المتربصين. -10 مروجو وناقلو الإشاعة.. إذا كان ضرر الأخبار الزائفة خطرا جسيما منذ القدم، فهو أشد ضررا وأكثر جسامة في عصر هيمنت فيه التقنية وتوفرت فيه وسائل التواصل الاجتماعي. ومن العجب أن التقنية توفر طرقا شتى للتحقق من دقة الخبر إلا أننا قد لا نستخدمها لعامل التسرع والسبق في النشر. قد يكون الحل الشافي في تجريم أو تفعيل قانون ترويج الإشاعة وربما ناقلها كذلك، خصوصا إذا كانت تمس المصلحة العامة للبلد أو المصلحة الخاصة للأفراد.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up