رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد الأحمري
فهد الأحمري

فلسطين ماذا بعد

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

في لقاء الأمير تركي الفيصل، على قناة روتانا مع الزميل عبدالله المديفر، ورده سؤال جميل من أحد المتابعين: كيف تصف السياسة والدبلوماسية في كلمة؟.
رد سموه: الصبر.
يعقب: كان «الصبر» هو المفتاح الذي تحلّى به قادة الدولة السعودية منذ المؤسس -رحمه الله- إلى عهد الملك سلمان «حفظه الله».
هذا الجواب الشافي حل الشيء الكثير من تساؤلات كانت تخالج المواطن البسيط، عن صمت الدبلوماسية السعودية أمام ما يتعرض له الوطن من إساءات من خلال بعض مواطني فلسطين وإعلامهم الرسمي، بل تجاوز الأمر إلى بعض الأحزاب السياسية الفلسطينية.
الإساءات تكاد تكون بشكل يومي على السوشال ميديا، رغم معرفتنا أن بعض الحسابات وهمية، وبعضها الآخر مأجور، إلا أن حديثنا عن تلك الحسابات الحقيقية التي تمارس ضدنا الشتم، وكأنه جزء من حياتها اليومية.
وحين نبتعد عن السوشال ميديا ونذهب إلى الإعلام الرسمي الفلسطيني، علّنا نجد ضالتنا في إنصافنا من منصات السوشال ميديا، ُنصدَم بما هو أشنع.
فرسمة كاركتير واحدة مسيئة تغني عن ألف كلمة، فكيف إذا تعددت الرسومات.
وحين نبتعد عن العالم الافتراضي والإعلام ونذهب إلى عالم الواقع، علّنا نجد ما يواسينا في المجتمع الفلسطيني الحبيب، نجد الصدمة الأقسى ماثلة في أفراح يرقص الجموع على كلمات أغانيها المسيئة لوطننا، دون أدنى اعتراض من الحضور. وعلى الجانب الواقعي الآخر، تجمعات تظاهرية يُمارس فيها تمزيق صور بعض قيادات عزيزة على قلوبنا.
نصرف النظر عن العالم الافتراضي والواقعي، ونذهب إلى بيوت الله لنشهد صلاة الجمعة، فلا أنقى ولا أطهر من هذا المكان المقدس، علّنا نجد السكينة والطمأنينة وكلمة حق واعتدال، فإذا بالخطيب يتجاوز هذا، ويفجعنا بأقذع السباب التي لم يلفظها رجل الشارع.
ليس هذا تعميما، ولا حديثا عن الدولة الفلسطينية أو عموم شعبها الموقر، إنما عن موقف الفلسطيني الذي ركب الموجة الإخوانية في الهجوم على بلدنا، والجزء الآخر منهم الذي يمارس الصمت أمام هذا السفه.
ولو اتفقنا بأن هؤلاء لا يمثلون الإنسان الفلسطيني، فالسؤال: أين البقية؟، ولماذا لا نشاهدهم؟، وهل سكوتهم رضا عن الذي يحدث؟ سيما قد تقرر أن السكوت في معرض الحاجة إلى بيان هو بيان في حد ذاته، ودليل على الحصر.
في كثير من الأزمات، نشاهد المواقف السلبية من هذه المجاميع وغيرها، منذ حرب الخليج إلى أزمة هبوط النفط، مؤخرا، ومع هذا فإن السياسة السعودية صامدة وراسخة كجبل طويق، لا تتزحزح عن مبادئها، ومنها القضية الفلسطينية، مصداقا لمبدأ «الصبر» الذي تحدث عنه الأمير.
ونحن كذلك شعب ينتمي إلى هذه الدولة ذات المبادئ، وعلى خطاها سائرون، غير أن تلك الإساءات لها دور كبير في إعادة تشكيل الرأي العام السعودي، الذي قد لا يلمّ بالأساليب الدبلوماسية، وهذا ما نشاهده على منصات التواصل من ردّات فعل سلبية محلية، تجاه عدم الاحترام والتقدير والوفاء للإنسان السعودي ووطنه، من بعض الإخوة الفلسطينيين.
السؤال: ما الذي يريده أخونا وصديقنا الفلسطيني «المسيء» من هذا التوجه المؤذي للشعوب العربية؟ أليس الأجدر به أن يتباهى بأنه هو وقضيته أهم قضية عند المواطن العربي والمسلم، وأنها جوهر اهتمام المملكة العربية السعودية، وملفها حاضر في يد ممثليها في جلّ المحافل الدولية؟.
الفلسطينيون -شعبا وإعلاما وأحزابا- مطالبون بتصويب جهلائهم وإظهار صوت عقلائهم، قبل أن يأتي ذلك اليوم الذي لن تعود فلسطين ولا شعبها -باستثناء الأقصى- يشكلان لـ«بقايا» محبيهم والمتعاطفين معهم أي قيمة، جراء
ما صنعته رسوماتهم ولاكته ألسنتهم، ورقصت على أهازيجه أرجلهم.
نقلا عن الوطن

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up